انعقدت، زوال السبت 10 ماي 2025، بمقر حزب الاستقلال بمدينة فاس، الدورة العادية للمجلس الإقليمي للحزب بإقليم مولاي يعقوب، في إطار الدورة الثانية بعد المؤتمر الثامن عشر، وذلك تحت شعار: “تقوية المسار الديمقراطي رهين بتخليق الحياة العامة”.
و عرفت الدورة حضور عدد كبير من مناضلي الحزب من مختلف دوائر الإقليم وهياكله التنظيمية، وترأس أشغالها النائب البرلماني عبد المجيد الفاسي، عضو اللجنة التنفيذية للحزب ونائب رئيس مجلس النواب، إلى جانب فدوى كارم، مفتشة الحزب بمولاي يعقوب وفاس الشمالية، ومجموعة من أطر الحزب ومنتخبيه.
و قد استُهل اللقاء بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم النشيد الوطني ونشيد الحزب، قبل أن يتم رفع الدعاء ترحماً على ضحايا حادث انهيار منزل بالحي الحسني.
إشادة بالاستقرار المؤسساتي وانتقاد للوضع التنموي
في كلمتها الافتتاحية، نوهت المفتشة فدوى كارم بالحضور، مشيرة إلى أن الأمطار الأخيرة فرضت إشراك كفاءات فلاحية لمواكبة التحولات المناخية والفلاحية بالإقليم، كما أشادت بمجهودات المستشارين المحليين وظروف اشتغالهم رغم الإكراهات، مؤكدة على غياب أي متابعات قانونية في صفوفهم، واعتبرته دليلاً على النزاهة والاستقامة.
و أبرزت كارم أن الإقليم يعاني من الهشاشة والفقر والبطالة، رغم مؤهلاته الطبيعية، متسائلة عن أسباب تراجع الترتيب التنموي لمولاي يعقوب، في ظل غياب رؤية واضحة للنهوض به، داعية إلى تمكين الساكنة من الماء والكهرباء، وتوفير تمثيلية سياسية كفؤة للدفاع عن مصالح الإقليم.
و أكدت أن حزب الاستقلال ليس مجرد “دكان انتخابي”، بل حزب مستمر في عمله التأطيري، مثمنة التفاعل الإيجابي للقيادة الوطنية مع قضايا الإقليم، ومشددة على أهمية مشروعي “التطوع” و”التعاقد” اللذين أطلقهما الأمين العام نزار بركة، لتفعيل مشاركة الشباب وتعزيز العمل الميداني.
عبد المجيد الفاسي: الحزب في دينامية متجددة والاستعدادات لبرنامج 2026 جارية
من جهته، أكد عبد المجيد الفاسي أن حزب الاستقلال يعيش دينامية تنظيمية مهمة بعد مؤتمره الأخير، وهو ما ينعكس على أداء هياكله وطنياً ومحلياً. وأوضح أن مشروعي “التطوع” و”التعاقد” يمثلان رهاناً أساسياً في المرحلة المقبلة، منوها بتجربة تكريم الشباب في ذكرى 11 يناير، ومعتبراً إياها محطة بارزة لتحفيز الطاقات الجديدة.
وأشار الفاسي إلى أن الحزب يستعد لإطلاق سلسلة من استطلاعات الرأي على المستوى المحلي، بهدف إعداد برنامج عمل انتخابي يستند إلى مطالب واقعية للمواطنين. كما أكد أن عملية تجديد التنظيمات ستتواصل إلى حدود أكتوبر المقبل، استعداداً للانتخابات.
وعلى المستوى الدبلوماسي، أشاد الفاسي بالاعترافات الدولية المتتالية بمغربية الصحراء، معتبراً أن الجهود الملكية والدبلوماسية الحزبية والبرلمانية ساهمت في ترسيخ هذا المسار، كما دعا إلى مواصلة دعم القضية الفلسطينية، واصفاً ما يجري في غزة بـ”الجريمة الكاملة الأركان”.
وعن المشاركة الحكومية، اعتبر أن تدبير حزب الاستقلال لقطاع الماء تحت إشراف الأمين العام نزار بركة يشكل تحدياً وطنياً، مؤكداً أن هذا الملف بات من أبرز رهانات السياسات العمومية في البلاد.
تقرير ميداني يكشف أعطاباً اجتماعية وتنموية حادة
خلال الدورة، قُدم تقرير ميداني أعده مناضلو الحزب، تضمن جرداً لمجموعة من الإكراهات التي يعاني منها الإقليم، أبرزها ضعف البنيات التحتية، ونقص الماء والكهرباء، وتعقيد مساطر الحصول على رخص البناء، وتردي الخدمات الصحية والتعليمية، وغياب مستشفى إقليمي، إضافة إلى نقص سيارات الإسعاف، وغياب دور الولادة، وندرة الأدوية، خاصة الموجهة للأمراض المزمنة.
ونبه التقرير إلى تأثير مذكرة وزارية تقضي بإغلاق مراكز التكوين الأولي التي يقل عدد المستفيدين فيها عن 15، مما يهدد مستقبل العديد من الأطر، كما دعا إلى إيلاء عناية خاصة للتنمية السياحية والبيئية بالإقليم.
واقع الفلاحة بين التحديات والآمال
بدوره، تناول المهندس الفلاحي محمد المعتصم في مداخلته أبرز مشاكل القطاع الفلاحي، وعلى رأسها تعقد وضعية الوعاء العقاري، وارتباطه بالأحباس والأملاك المخزنية، إضافة إلى إكراهات الإرث، وصغر الضيعات، وضعف البنيات الطرقية رغم تحسنها النسبي مقارنة بالماضي.
ختام الدورة برسائل ولاء واستعداد للعمل الميداني
واختُتمت أشغال الدورة الإقليمية بفتح باب النقاش مع الحضور، والاستماع إلى آرائهم وتوصياتهم، قبل أن تُختتم بتلاوة برقية الولاء والوفاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وترديد نشيد الحزب.
المصدر : فاس نيوز ميديا