غزة – أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الاثنين 12 ماي، عن الإفراج عن إيدان ألكسندر، الجندي الإسرائيلي الأمريكي البالغ من العمر 21 عامًا، والذي تم أسره خلال عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023.1
تأتي هذه المبادرة في سياق مفاوضات دبلوماسية مكثفة تهدف إلى إرساء وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
ووفقًا لبيان صادر عن كتائب القسام، فقد تم اتخاذ قرار الإفراج عقب اتصالات مباشرة مع الإدارة الأمريكية، وذلك في إطار الجهود المبذولة لإعادة فتح المعابر، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، ووقف العدوان العسكري الإسرائيلي.
بادرة إنسانية ذات أبعاد سياسية
تؤكد حماس أنها لم تحصل على أي مقابل مقابل هذا الإفراج. والرسالة واضحة: الحركة تسعى إلى تأكيد نفسها كطرف فاعل موثوق ولا يمكن تجاهله لدى واشنطن، متجاوزة بذلك إسرائيل، التي تعثرت مفاوضاتها بشأن وقف إطلاق النار منذ عدة أشهر.
وأضاف المصدر ذاته: “تأتي هذه البادرة الإنسانية في سياق أظهرت فيه حركة حماس مرونة وحسن نية خلال المحادثات التي قادها الوسطاء الدوليون”.
وأكد الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية: “نشدد على أن المفاوضات الجادة والمسؤولة تسمح بتحقيق نتائج ملموسة، خاصة فيما يتعلق بالإفراج عن الأسرى. في المقابل، فإن استمرار العدوان العسكري الإسرائيلي لا يزيد إلا من معاناتهم ويعرض حياتهم للخطر”.
حماس تدعو إلى اتفاق شامل
بهذا الإفراج، تضع حماس نفسها كمحاور جدي للولايات المتحدة، متجاوزة الإسرائيليين. وفي هذا السياق، تؤكد الحركة مجددًا “استعدادها الفوري لبدء مناقشات معمقة بهدف التوصل إلى اتفاق شامل ودائم يشمل: وقفًا فوريًا لإطلاق النار، والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وتبادل الأسرى، وإعادة إعمار المنطقة المدمرة”.
وتؤكد حماس “استعدادها لبدء مفاوضات مكثفة على الفور وبذل جهود للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن وقف الحرب”. ويأتي ذلك في الوقت الذي وصلت فيه المحادثات الرامية إلى وقف إطلاق النار مع إسرائيل إلى طريق مسدود منذ أسابيع.
يد ممدودة إلى واشنطن، وإحراج لتل أبيب
يوجه بيان كتائب القسام نداءً مباشرًا إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب، داعيًا إياها إلى “مضاعفة الجهود من أجل وضع حد لهذه الحرب الوحشية التي يشنها مجرم الحرب بنيامين نتنياهو ضد الأطفال والنساء والمدنيين العزل في غزة”.
وبينما وصلت المفاوضات بين إسرائيل وحماس إلى طريق مسدود، فإن هذا الإفراج المستهدف – وذو الدلالة الرمزية العالية – قد يمثل نقطة تحول استراتيجية في المفاوضات، من خلال إعادة تموضع حماس كمحاور سياسي مباشر للولايات المتحدة في عملية تهدئة محتملة للتصعيد.
عن موقع: فاس نيوز