انفراج في أزمة كليات الطب: الحكومة تتعهد بصرف التعويضات وإصلاح الوضعية القانونية

الرباط: شهدت أزمة طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان تطورات إيجابية بعد اجتماعين منفصلين بين اللجنة الوطنية للطلبة وممثلي وزارتي الصحة والتعليم العالي، حيث تم التوصل إلى التزامات رسمية تهدف إلى حلحلة الملفات العالقة، وعلى رأسها قضية صرف تعويضات المهام.

أكدت اللجنة الوطنية للطلبة أن الوزارتين أبديتا التزامًا واضحًا بإصدار مرسوم جديد ينظم بشكل دقيق عملية صرف التعويضات المستحقة للطلاب، على أن يبدأ العمل بهذا المرسوم الجديد ابتداءً من شهر يناير من العام القادم 2025. ويحمل هذا المرسوم الجديد أهمية بالغة حيث سيوسع نطاق التغطية ليشمل تأمينًا شاملاً للطلاب وحماية حقوقهم داخل المؤسسات الاستشفائية التي يجرون فيها تدريباتهم.

في سياق متصل، شددت كل من وزارتي الصحة والتعليم العالي على تمسكهما الكامل بمضامين محضر الاتفاق الموقع سابقًا، وأكدتا على ضرورة تسريع وتيرة الحوار الجاد والبناء بين الأطراف المعنية. كما أكدتا على أهمية تفادي اتخاذ أي قرارات انفرادية قد تؤجج الوضع، خاصة فيما يتعلق بالوضعية الخاصة بطلاب الفوج الجامعي الحالي 2023-2024.

من جهتهم، جدد طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان رفضهم القاطع لأي محاولة لتقليص مدة التكوين الأكاديمي، مؤكدين على عدم وجود أي مبرر منطقي لهذا المقترح. وطالبوا بضرورة الاحترام الكامل لمبدأ عدم رجعية القوانين، لتجنب تكرار الأخطاء التي وقعت في ملفات سابقة.

وفي ما يتعلق بسلك التخصص، أعلنت وزارة الصحة عن التزامها بتوحيد الوضعية القانونية لكافة الأطباء المقيمين على أساس عقد عمل محدد المدة بثلاث سنوات، مع إمكانية تمديده أو إنهائه بناءً على إشعار مسبق. كما طالبت اللجنة الوطنية بضرورة تمتع الفوج الجديد من الطلبة المقيمين بنفس الحقوق والضمانات، تزامنًا مع قرب المصادقة النهائية على المرسوم الخاص بهم. وأكدت الوزارة أن امتحان الإقامة سيظل على شكله الحالي، مع وعود واضحة بزيادة عدد المناصب المتاحة وتحسين التعويضات المالية المقدمة للأطباء المقيمين.

وشهد الاجتماعان تقديم النسخة الأولية للمنصة الرقمية الجديدة التي يجري تطويرها خصيصًا لتسهيل عملية تدبير وصرف التعويضات المستحقة للطلاب. وتهدف هذه المنصة إلى تمكين الطلاب من الحصول على مستحقاتهم بشكل شهري ومنتظم، مع دراسة جدية لإمكانية صرف المتأخرات بأثر رجعي.

كما تناول اللقاءان ملف توسيع فضاءات التدريب الاستشفائي، حيث أشارت مصادر مطلعة إلى أن عددًا من كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان قد شرعت بالفعل في تفعيل هذا الورش الهام، وذلك بهدف استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب وضمان حصولهم على تدريب عملي ذي جودة عالية.

وفي سياق منفصل، تقرر عقد اجتماع مباشر خلال الأسبوع المقبل بمقر وزارة الصحة لمناقشة الإشكاليات الخاصة بشعبة طب الأسنان بشكل معمق، مع التركيز على الخصوصيات والتحديات التي تواجه هذا التخصص الحيوي.

تأتي هذه التطورات في وقت حرج، وتعتبر خطوة مهمة نحو احتواء الاحتقان الذي تشهده كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان منذ شهور. يبقى الأمل معلقًا على التنفيذ الفعلي لهذه الالتزامات وتحويلها إلى إجراءات ملموسة تضمن حقوق الطلاب وتحسن ظروف تكوينهم.

عن موقع: فاس نيوز