واشنطن: أثارت تقارير حديثة، بثتها شبكة ABC News في 11 مايو 2025، جدلاً واسعاً حول نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبول طائرة بوينغ 747-8 فاخرة، توصف بـ”القصر الطائر”، من العائلة المالكة القطرية لاستخدامها كطائرة الرئاسة (Air Force One). تُقدر قيمة هذه الطائرة بحوالي 400 مليون دولار، مما يجعلها ربما أغلى هدية تتلقاها الحكومة الأمريكية على الإطلاق. ومع ذلك، نفت قطر مزاعم تقديم الهدية بشكل نهائي، مؤكدة أن المناقشات حول نقل مؤقت لا تزال قيد المراجعة. يأتي هذا التطور في وقت يستعد فيه ترامب لجولة في الشرق الأوسط تشمل زيارة لقطر، مما أثار نقاشات حول الآثار الدستورية والأخلاقية.
دفاع ترامب والسياق:
دافع الرئيس ترامب، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بتاريخ 11 مايو 2025، عن الاقتراح، واصفاً الطائرة بأنها “هدية مؤقتة” لوزارة الدفاع الأمريكية لتحل محل طائرة الرئاسة الحالية التي يبلغ عمرها 40 عاماً. ووصف الصفقة بأنها “علنية وشفافة للغاية”، منتقداً الديمقراطيين لمطالبتهم بالدفع “بأعلى الأسعار” مقابل طائرة رئاسية جديدة. ينبع استياء ترامب من الأسطول الحالي، الذي يشمل طائرتي بوينغ 747-200B معدلتين في الخدمة منذ التسعينيات، من عمرهما وتكاليف الصيانة العالية. وقد أعربت إدارته عن إحباطها من شركة بوينغ، التي فشلت بموجب عقد بقيمة 3.9 مليار دولار في عام 2018، في تسليم طائرتي 747-8 جديدتين بحلول الموعد المحدد في عام 2024، بسبب إفلاس مقاول فرعي وتأخيرات في الإنتاج ناجمة عن جائحة كوفيد-19، مع توقعات بالتسليم الآن في عامي 2027 و2028.
موقف قطر:
أوضح علي الأنصاري، الملحق الإعلامي القطري في واشنطن، في 11 مايو 2025، أن النقل المحتمل للطائرة للاستخدام المؤقت كطائرة الرئاسة قيد الدراسة بين وزارة الدفاع القطرية ووزارة الدفاع الأمريكية. وأكد أنه لم يتم التوصل إلى قرار نهائي، نافياً رواية الهدية الصريحة. يتوافق هذا البيان مع التقارير التي تشير إلى أن الطائرة المملوكة لقطر، والتي تبلغ من العمر 13 عاماً، والموجودة حالياً في سان أنطونيو، تكساس، تتطلب تعديلات واسعة النطاق مع اتصالات آمنة وترقيات أمنية قبل أن تتمكن من خدمة الأغراض الرئاسية، وهي عملية يتوقع أن تستغرق سنوات.
الاعتبارات القانونية والأخلاقية:
يحظر بند المكافآت في الدستور الأمريكي على المسؤولين الحكوميين قبول هدايا “من أي نوع كان” من الدول الأجنبية دون موافقة الكونجرس. يجادل النقاد بأن قبول طائرة بقيمة 400 مليون دولار قد ينتهك هذا البند، خاصة إذا احتفظ ترامب بإمكانية الوصول إليها بعد انتهاء فترة رئاسته، ربما من خلال نقلها إلى مؤسسة مكتبته الرئاسية. ومع ذلك، يؤكد البيت الأبيض ووزارة العدل أن الترتيب قانوني، حيث ستتلقى القوات الجوية الأمريكية الطائرة في البداية وليس ترامب مباشرة، مما ينفي مزاعم الإثراء الشخصي أو الرشوة. يعتمد هذا التفسير القانوني على عدم وجود مقابل، على الرغم من استمرار المخاوف الأخلاقية بشأن النفوذ الأجنبي، خاصة بالنظر إلى زيارة ترامب القادمة لقطر.
الخلفية والآثار:
كان اهتمام ترامب بالطائرة القطرية واضحاً عندما فحصها في فبراير 2025 في مطار بالم بيتش الدولي، مما سلط الضوء على تأخيرات بوينغ. يتزامن الاقتراح مع جولته في الشرق الأوسط من 13 إلى 16 مايو 2025، والتي تشمل قطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة. تعكس هذه الخطوة بحث إدارته عن بدائل لتسليمات بوينغ المتأخرة، وهي أولوية أكدها تعامله السابق مع إيلون ماسك لتسريع العملية. وقد أثار توقيت وقيمة الطائرة تكهنات حول الدوافع الدبلوماسية، على الرغم من أن نفي قطر يخفف من المخاوف الفورية بشأن النية النهائية.
الجدول الزمني الرئيسي:
- فبراير 2025: ترامب يتفقد طائرة بوينغ 747-8 القطرية في بالم بيتش.
- 11 مايو 2025: ABC News تنشر تقارير عن قبول الطائرة المحتمل؛ ترامب يدافع على وسائل التواصل الاجتماعي.1
- 13-16 مايو 2025: جولة ترامب في الشرق الأوسط، بما في ذلك قطر.
الخلاصة:
يبقى الاقتراح بقبول طائرة بوينغ 747-8 فاخرة من قطر كطائرة الرئاسة، الذي دافع عنه الرئيس ترامب باعتباره لفتة شفافة، قضية مثيرة للجدل. وتخفف توضيحات قطر بأن القرار لم يتخذ بعد من المخاوف القانونية الفورية، لكن تزامن الترتيب مع جولة ترامب في الشرق الأوسط وتأخيرات بوينغ يدعو إلى التدقيق بموجب بند المكافآت. ستعتمد النتيجة على التقييمات القانونية والمفاوضات الدبلوماسية، مما قد يعيد تشكيل التصورات حول العلاقات الأمريكية القطرية.
عن موقع: فاس نيوز