غزة: 80 قتيلاً في يوم واحد والأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية تحذر من مجاعة جماعية

غزة: أحصت الدفاع المدني الفلسطيني، الأربعاء، مقتل ما لا يقل عن 80 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على قطاع غزة، بينما أشارت الدبلوماسية الأمريكية إلى إحراز تقدم في جهود الوساطة الجارية، على هامش جولة إقليمية لدونالد ترامب.

وأفاد مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال زيارة لقطر، بأن الرئيس الأمريكي بحث الوضع في قطاع غزة مع أمير قطر. وصرح للصحفيين قائلاً: “أعتقد أن هذا سيؤدي إلى أمور جيدة (…) نحن نتقدم ولدينا خطة جيدة معاً”، دون الخوض في تفاصيل إضافية.

من جانبها، دعت حركة حماس الرئيس الأمريكي إلى “مواصلة جهوده لإنهاء الحرب” التي اندلعت عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة الإسلامية الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

وصل وفد إسرائيلي، الثلاثاء، إلى قطر – التي تتولى الوساطة إلى جانب مصر والولايات المتحدة – لإجراء مفاوضات بشأن الرهائن المحتجزين في غزة منذ 7 أكتوبر، كما أجرى السيد ويتكوف محادثات صباح الأربعاء حول هذا الملف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

ميدانياً، دعا الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إلى إخلاء منطقة في مدينة غزة (شمال القطاع)، معلناً عن شن هجوم “واسع النطاق”.

وبحسب حصيلة سابقة نشرها الدفاع المدني الفلسطيني، أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل ما لا يقل عن 80 شخصاً الأربعاء، بينهم 59 في شمال القطاع الفلسطيني، خاصة في مخيم جباليا.

الأمم المتحدة تطالب بوقف إطلاق النار في غزة

أظهرت صور لوكالة فرانس برس في جباليا نساء باكيات يتجمعن حول أكفان بيضاء ملطخة بالدماء.

صرخت إحداهن قائلة: “هذا طفل يبلغ من العمر تسعة أشهر. ماذا فعل من خطأ؟”.

وتحسر فلسطيني آخر، حسن مقبل، فقد أقارب له في القصف: “من لا يموت بسبب صاروخ يموت جوعاً، ومن لا يموت جوعاً يموت بسبب نقص الأدوية”.

وشهد محمد عوض، مسعف في المستشفى الإندونيسي بالقرب من جباليا، لوكالة فرانس برس: “لا يوجد ما يكفي من الأسرّة، ولا أدوية ولا وسيلة للعلاج”. وأضاف: “يموت العديد من الجرحى بسبب نقص الرعاية”، واصفاً جثثاً “ممددة على الأرض، في ممرات المستشفى”.

وكان بنيامين نتنياهو قد حذر، الاثنين، من دخول “قوي” وشيك للجيش الإسرائيلي إلى غزة “لإنهاء العملية وهزيمة حماس”.

وأضاف أن إسرائيل تبحث عن دول مستعدة لاستقبال سكان من غزة، بعد خطة أعلنتها حكومته لـ”الاستيلاء” على الأراضي الفلسطينية.

واتهمه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الأربعاء، بمواصلة الحرب “لأسباب شخصية”، ودعا إلى “وقف إطلاق النار بأي ثمن” في غزة.

من جهتهم، حث سبعة وستون أسيراً سابقاً السيدين نتنياهو وترامب على إيجاد حل تفاوضي لإطلاق سراح جميع الأسرى الذين ما زالوا محتجزين في غزة.

وجدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مطالبته بوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، و”وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق” إلى الأراضي الفلسطينية.

في 18 مارس، أنهى الجيش الإسرائيلي هدنة استمرت شهرين واستأنف هجومه على غزة، واستولى على مناطق واسعة.

كما تمنع القوات الإسرائيلية منذ 2 مارس دخول أي مساعدات إنسانية، وهي ضرورية لبقاء 2.4 مليون شخص في غزة.

وحذرت عدة منظمات غير حكومية، من بينها أطباء العالم وأطباء بلا حدود وأوكسفام، من خطر “مجاعة جماعية” إذا استمر حصار المساعدات.

وحذرت منظمة أطباء بلا حدود من “إبادة الفلسطينيين في غزة”، بينما يحيي الفلسطينيون هذا الأسبوع ذكرى “النكبة”، وهي الهجرة الجماعية المرتبطة بإنشاء إسرائيل قبل 77 عاماً.

ونددت رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، بوضع إنساني “غير مبرر”.

وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد وصف، الثلاثاء، عمل حكومة نتنياهو بأنه “عار”. واتهمه الزعيم الإسرائيلي بدوره بالانحياز إلى “منظمة إرهابية”.

أسفر الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر انطلاقاً من قطاع غزة عن مقتل 1400 شخص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من العسكريين، سواء كانوا في الخدمة أو من جنود الاحتياط.

ومن بين 251 شخصاً اختطفوا في ذلك اليوم، لا يزال 57 محتجزين في غزة – بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي عن وفاتهم – بعد إطلاق سراح الإسرائيلي الأمريكي إيدان ألكسندر، الاثنين.

أسفرت العمليات الانتقامية الإسرائيلية عن مقتل ما لا يقل عن 52928 شخصاً في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقاً لأحدث بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

عن موقع: فاس نيوز