أبرز الأكاديميات الكروية في العالم : مصانع النجوم

في عالم كرة القدم الحديثة، لم تعد الأندية تراهن فقط على التعاقدات الباهظة لاستقطاب النجوم، بل أصبحت الأكاديميات الكروية جزءًا حاسمًا من استراتيجيات بناء الفرق وتحقيق الاستدامة الرياضية والمالية، في كواليس هذه المؤسسات التكوينية، تصنع أسماء لامعة تُروّض الكرة منذ نعومة أظافرها لتصبح نجومًا عالميين في ملاعب أوروبا والعالم.

أكاديمية “لا ماسيا” التابعة لنادي برشلونة الإسباني تُعد واحدة من أشهر هذه الأكاديميات، حيث أنجبت أسماء أسطورية مثل ليونيل ميسي، أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز، وارتبط اسمها بالفلسفة الكروية للنادي القائم على الاستحواذ والبناء من الخلف. وقد شكل خريجوها العمود الفقري لأحد أعظم الفرق في تاريخ اللعبة خلال العقد الأول من الألفية الجديدة.

في فرنسا، برزت أكاديمية “كليرفونتان” الوطنية كأحد أبرز مراكز التكوين، حيث خرجت لاعبين من طراز تييري هنري، نيكولا أنيلكا وكيليان مبابي. وتتميز هذه المؤسسة الوطنية بطابعها العمومي وانفتاحها على مختلف فئات المجتمع، مع ربط التكوين الكروي بالتحصيل الأكاديمي.

أما في إنجلترا، فقد أصبحت أكاديمية “ساوثهامبتون” نموذجًا يُحتذى به في كيفية تطوير المواهب وتسويقها، حيث تخرج منها أسماء بارزة مثل غاريث بيل وثيو والكوت وأليكس أوكسليد-تشامبرلين. كما يبرز نادي تشيلسي أيضًا كأحد أكبر مستثمري العالم في التكوين، حيث فازت فرق الفئات السنية فيه ببطولات أوروبية، وأنتجت أسماء مثل ميسون ماونت وريس جيمس.

في ألمانيا، تحولت أكاديمية “هوفنهايم” إلى مختبر كروي يعتمد على التكنولوجيا والبيانات، فيما نجحت أكاديمية “بايرن ميونيخ” في الجمع بين التكوين الكروي والنظام التعليمي الألماني الصارم، وأثمرت لاعبين مثل توماس مولر وفيليب لام.

برازيل الكرة، بدورها، لا تخلو من الأكاديميات الرائدة، وعلى رأسها أكاديمية “سانتوس”، التي أنجبت أساطير مثل بيليه ونيمار، إلى جانب أكاديميات “ساو باولو” و”غريميو”، التي ما تزال تمد القارة العجوز بمواهب فذة كل موسم.

وقد أدى تطور هذه الأكاديميات إلى تغيير قواعد اللعبة عالميًا، إذ باتت الأندية تُستثمر في التكوين بنفس القدر الذي تُستثمر فيه في الانتدابات، وتتنافس لاستقطاب المواهب في سن مبكرة وتوقيع عقود احترافية معها، في مشهد تهيمن عليه التكنولوجيا، التحليل الدقيق للأداء، والمتابعة النفسية والطبية المتكاملة.

وبينما لا يزال الحلم قائمًا لدى ملايين الأطفال حول العالم بأن يصبحوا “نجوما”، تظل هذه الأكاديميات مصانع الأحلام التي تحوّل الموهبة الخام إلى أداء احترافي يصنع الفارق في أعلى المستويات.

المصدر : فاس نيوز ميديا