الجيش الموريتاني يطرد مهربي تندوف ويغلق الحدود الشمالية مع الجزائر

نواكشوط، موريتانيا – في خطوة ذات تداعيات جيوسياسية كبرى، عزز الجيش الموريتاني سيطرته على حدوده الشمالية مع الجزائر، في مواجهة شبكات التهريب والاضطرابات المتزايدة. وقد قررت السلطات الموريتانية إغلاق منطقة لبريكة بالكامل، الواقعة على الحافة الشمالية الشرقية للبلاد، والمتاخمة لمخيمات تندوف.

ويُمثل هذا الإجراء، الذي تضمن أمراً بإخلاء اللاجئين الصحراويين المتواجدين بشكل غير قانوني في هذه المنطقة، قطيعة مع التسامح الذي كان سائداً في الماضي تجاه الأنشطة الاقتصادية غير الرسمية المرتبطة بالتهريب.

على مدار سنوات، تحولت لبريكة إلى نقطة محورية للاقتصاد الموازي، الذي كان يغذيه تدفقات مشبوهة من الوقود، والإسمنت، والمواد المدعومة، والمنتجات المحولة من المساعدات الإنسانية المخصصة لمخيمات تندوف. كانت شاحنات بأكملها تتنقل في دائرة مغلقة من التهريب، متفادية أي رقابة جمركية أو ضريبية، مما كان يضر بالاقتصاد الموريتاني ويهدد استقراره الداخلي.

لبريكة: من منطقة خارجة عن القانون إلى قضية أمن قومي

ليست هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها الجيش الموريتاني التدخل في هذه المنطقة. لكن التحذيرات السابقة بقيت حبراً على ورق، بسبب غياب البدائل الاقتصادية للاجئين المتورطين، ووجود نوع من التراخي المؤسساتي. هذه المرة، القرار أكثر حسماً: أصبحت لبريكة الآن موقعاً عسكرياً مغلقاً، حيث تُحظر جميع الأنشطة المدنية أو التجارية.

وبهذا، تكون موريتانيا قد أرسلت إشارة قوية بإعلان المنطقة الاستراتيجية “موقعاً مغلقاً”، وأمرت بإخلاء عناصر البوليساريو المتورطين في أنشطة مشبوهة مرتبطة بشبكات التهريب بين تندوف والأراضي الموريتانية.

ويؤكد هذا الإجراء الأمني التقارب المتزايد بين الرباط ونواكشوط في مواجهة التهديدات العابرة للحدود والمخططات الإقليمية لزعزعة الاستقرار التي تُدار من قبل الجزائر.

عن موقع: فاس نيوز