في مشهد يتجاوز المألوف ويكسر الحواجز التقليدية، يواصل السيد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني، الظهور بشكل لافت وسط المواطنين في الأماكن العامة، دون تكلف أو حراسة مشددة. هذا السلوك الذي يُلاحظ بشكل متزايد، لا يُعد مجرد تصرف فردي، بل يعكس نهجًا أمنيًا فريدًا ورؤية عصرية لدور المؤسسات الأمنية في المجتمع المغربي، ويجسد شخصية قيادية استثنائية.
يُشكل هذا النمط من الظهور المباشر للسيد حموشي، والذي يجمع بين البساطة في التعامل والتواضع في الممارسة، نقلة نوعية في التعامل مع المواطن المغربي. ففي الوقت الذي غالبًا ما تتسم فيه القيادات الأمنية بالبعد المؤسساتي والالتزام بالبروتوكولات الصارمة، يُظهر حموشي التزامًا بكسر هذه الحواجز، بهدف بناء علاقة مباشرة وقائمة على الثقة المتبادلة مع المواطنين.
هذا النهج لا ينتقص من الحزم والجدية المطلوبين في أداء المهام الأمنية، بل يدمج بين القرب من الناس والصرامة المهنية، مما يعكس قيادة واعية تهدف إلى تعزيز الشعور بالأمان والانتماء لدى المجتمع.
من خلال هذه السلوك، تساهم المديرية العامة للأمن الوطني، تحت قيادة حموشي، في تقديم صورة إيجابية ومُحدثة للمؤسسة الأمنية. يُبرز هذا التوجه قيم التفاعل الإنساني والتواضع كركائز أساسية في العمل الأمني العصري. كما يعكس إيمانًا عميقًا بأهمية التواصل المباشر مع المواطنين، مما يسهم في تعزيز الشفافية وتقليل الفجوة بين المؤسسات الأمنية والمجتمع.
هذا التطور في العلاقة بين الشرطة والمواطن يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الاستقرار، بناء الثقة، والمساهمة في بيئة مجتمعية أكثر أمنًا وتلاحمًا.
وفي سياق متصل، أظهرت دراسات وتقارير حديثة ارتفاعًا ملحوظًا في مؤشر ثقة المواطنين المغاربة تجاه المؤسسات الأمنية. هذا الارتفاع يُعزى جزئيًا إلى الجهود المبذولة لتعزيز “شرطة القرب” والانفتاح على المجتمع، والتي تترجمها مثل هذه المبادرات القيادية. فالمواطن المغربي، اليوم، ينظر إلى مسألة الأمن كحق مكتسب وليس مصدر قلق، وهو ما يعكس فعالية الاستراتيجيات الأمنية المتبعة ونجاحها في بناء جسور من الثقة مع المواطنين.
يُعد نهج السيد عبد اللطيف حموشي، إذن، نموذجًا للقيادة الأمنية الحديثة التي تدرك أن الأمن الشامل لا يتحقق بالقوة وحدها، بل بالشراكة الحقيقية مع المجتمع والتفاعل الإنساني الذي يعزز من شعور المواطن بالأمان والانتماء.
المصدر : فاس نيوز ميديا