تاونات، المغرب – في إطار الاستعدادات لموسم الصيف ومواجهة خطر حرائق الغابات، عقد المجلس الإقليمي للغابات بتاونات اجتماعاً يوم الأربعاء بمقر عمالة الإقليم. خصص الاجتماع لاستعراض الإجراءات والتدابير الوقائية للتصدي للحرائق برسم موسم 2025، بالإضافة إلى تقييم حصيلة ونتائج حرائق الغابات بالإقليم لموسم 2024.
ترأس عامل إقليم تاونات، السيد صالح داحا، الاجتماع مؤكداً على “الأهمية القصوى للثروة الغابوية والأدوار المتعددة التي تلعبها”. وشدد السيد داحا على مساهمة الغابات في تنشيط الدورة الاقتصادية وتنمية الموارد المالية للجماعات الترابية الغابوية، إضافة إلى وظائفها البيئية المرتبطة بالمحافظة على التوازنات الإيكولوجية، ومكافحة التعرية والتصحر، وحماية السدود من التوحل. كما تساهم الغابات في تشجيع السياحة الجبلية وتحقيق التنمية المحلية، التي تعتبر أساس استقرار السكان وخلق الثروة في العالم القروي عبر مشاريع مدرة للدخل.
لكن السيد داحا أشار إلى أن القطاع الغابوي بالإقليم، الذي يمثل 7% من المساحة الإجمالية، يشهد “تراجعاً مستمراً” بفعل الترامي والحرائق والاجتثاث من قبل الساكنة المجاورة، بالإضافة إلى الرعي الجائر وتهريب الطيور والنباتات الطبية والعطرية وتسويقها بشكل سري. وحذر العامل من أن التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدها الإقليم، رغم إيجابيتها، ساعدت على “نمو الغطاء النباتي الكثيف الذي يعد من بين العوامل التي تسبب في اندلاع الحرائق وتدمير الثروة الغابوية والحقول الزراعية”.
ودعا السيد داحا إلى “تعبئة جميع الأطراف المعنية” لحماية الغابات من الإتلاف، وذلك عبر تهيئة نقط الماء، وتوفير وصيانة آليات إطفاء الحرائق، وتعزيز نقط المراقبة بحراس غابويين، خاصة في المواقع التي تشهد حرائق متكررة كل سنة. وتشمل التدابير الوقائية أيضاً:
- منع إقامة مطارح النفايات والمخلفات المنزلية القابلة للاشتعال داخل أو قرب المجال الغابوي.
- تتبع ومراقبة مرتفقي الغابات (متنزهين، مخيمين) وتحسيسهم بتجنب أسباب الحريق.
- القيام بحملات تحسيسية مكثفة في أوساط الساكنة لحثها على تفادي أسباب اندلاع الحرائق.
وأكد عامل الإقليم أن عقد هذا اللقاء يندرج في إطار “وضع استراتيجية عمل واضحة ترمي إلى حماية الثروة الغابوية وإدماجها في مخططات التنمية المستدامة بالإقليم”.
من جانبه، قدم المدير الإقليمي للوكالة الوطنية للمياه والغابات بتاونات، السيد عبد الله لهلال، عرضاً حول “مخطط الوقاية ومكافحة الحرائق برسم موسم 2025″. وأفاد بأن الإقليم يتميز بـ”أصناف غابوية مهمة ومتنوعة” تغطي مساحة تقدر بـ 42000 هكتار، ويُعد “أكبر خزان للمياه بالمملكة” بسعة سدود تبلغ حوالي 5.4 مليار متر مكعب (حوالي 30% وطنياً)، ويتميز بتنوع نباتي وحيواني ومناطق طبيعية.
واستعرض السيد لهلال الوظائف السوسيو-اقتصادية والبيئية للغابة، بالإضافة إلى الإكراهات الطبيعية والبشرية والاختلالات البيئية التي تؤثر سلباً على التنمية البشرية والمستدامة.
وبخصوص حصيلة حرائق الغابات بإقليم تاونات بين سنتي 2014 و2024، أفاد لهلال أن أكبر عدد من الحرائق سجل سنة 2022 بـ 26 حريقاً أتى على مساحة 300 هكتار، فيما سجلت 9 حرائق سنة 2024 أتت على 57.125 هكتاراً. وأكبر حريق في 2024 سجل بجبل زيدور بجماعة عين مديونة بتاريخ 27 يوليوز، وأتى على 50 هكتاراً.
ويشمل مخطط الوقاية والتصدي للحرائق لسنة 2025:
- صيانة ما يفوق 23 كلم من مصدات النار.
- إصلاح 5 نقط مياه و1.9 كلم من المسالك الغابوية.
- صيانة 3 وحدات من سيارات التدخل الأولي.
- تعيين 35 حارساً غابوياً.
- تنظيم أنشطة تحسيسية مكثفة بالتعاون مع الشركاء لوضع لوحات تشوير على جنبات الطرق تدعو لتجنب أسباب الحريق وبث إعلانات توعوية.
كما كشف لهلال أن المديرية الإقليمية تتوفر على 26 خزاناً للمياه، 28 كلم من مصدات النار، 7 أبراج للمراقبة، 443 كلم من المسالك الغابوية، 3 سيارات للتدخل الأولي، ومحطة مهيأة لنزول طائرات مكافحة الحرائق.
من جانبه، أفاد القائد الإقليمي للوقاية المدنية بتاونات، السيد ربيع الهبزي، بأن عدد الحرائق الغابوية المسجلة بالإقليم بين 2015 و2024 بلغ 134 حريقاً، أتت على 851 هكتاراً من الغطاء الغابوي. وسجلت سنة 2024 سبعة حرائق أتت على 61 هكتاراً.
واستعرض السيد الهبزي “الصعوبات التي تواجهها فرق مكافحة الحرائق”، خاصة “صعوبة الولوج ووعورة المسالك الطرقية، وخصوصاً الجبلية، وقلة نقاط المياه، وبعد الكثير من الغابات عن مراكز الإغاثة التابعة للوقاية المدنية، وغياب تغطية الهاتف في بعض المناطق مما يعرقل التواصل”.
وبخصوص التدابير الوقائية لمنع اندلاع الحرائق وانتشارها، أشار القائد الإقليمي للوقاية المدنية إلى الشروع في حملات تحسيسية للتذكير بالاحتياطات الواجب اتخاذها من طرف الخشابين ومربي النحل وعمال الفحم، وضرورة وضع علامات التشوير “لتجنب الحريق” على طول الطرق الرئيسية. وتشمل هذه التدابير أيضاً:
- حظر إضرام النار خلال الفترة ما بين 1 يونيو و31 غشت لحرق القش أو مخلفات إزالة الأعشاب.
- إنشاء وصيانة نقاط المياه لتزويد معدات الإنقاذ وإخماد الحريق، خاصة في المناطق القروية المهددة بأخطار الحريق وذات المسالك الصعبة.
- احترام قواعد السلامة من طرف مستخدمي الآلات الزراعية.
أما رئيس مصلحة التجهيزات الأساسية بالمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك، السيد جمال إسارة، فقد استعرض برنامج تدخل المديرية من أجل الوقاية والحد من حرائق الغابات من خلال تنقية جنبات الطريق عبر إزالة الأعشاب والشجيرات بالطرق المصنفة التي توجد داخل المجال الغابوي. وأضاف أن المديرية تعمل أيضاً على وضع لوحات التشوير وتجديدها لتحث مستعملي الطريق على تجنب أسباب الحرائق بصفة عامة.
وفي ختام هذا اللقاء، أكد عامل الإقليم على “ضرورة تنسيق جهود جميع المتدخلين وبحث الوسائل الأنجع” للمساهمة في تأمين المجال الغابوي من الحرائق، مشدداً على “أهمية تعزيز وسائل التدخل لإخماد الحرائق الغابوية من خلال تعبئة الآليات الضرورية، وتهيئة المسالك الغابوية، وتكثيف عملية المراقبة من طرف الحراس الغابويين، في أقرب الآجال وبشكل استباقي استعداداً لفصل الصيف”.
عن موقع: فاس نيوز