احتضنت كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بفاس، نهاية الأسبوع الماضي، فعاليات الدورة الثانية عشرة من الأيام الثقافية والرياضية التي تنظمها جمعية الطلبة الأجانب، وذلك احتفاءً باليوم العالمي لإفريقيا، وسط أجواء طبعتها روح التعدد والانفتاح الثقافي.
و في كلمة خلال اختتام هذه التظاهرة، التي امتدت من 24 إلى 26 ماي، أكد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، مصطفى إجاعلي، أن المؤسسة تستقبل حاليا حوالي 1700 طالب وطالبة ينحدرون من نحو 60 دولة، أغلبهم من القارة الإفريقية، مبرزًا أن هذا التنوع يعكس التزام الجامعة بتعزيز التبادل الثقافي والانفتاح على المحيط الإقليمي والدولي.
و أوضح إجاعلي أن الجامعة تضع ضمن أولوياتها دعم الطلبة الدوليين وتشجيع اندماجهم في الحياة الجامعية، من خلال أنشطة تعكس ثقافاتهم وتتيح لهم فرص التفاعل والمشاركة في التظاهرات العلمية والثقافية والفنية والرياضية، مشددًا على أن مثل هذه المبادرات تساهم في ترسيخ قيم العيش المشترك والتفاهم بين مختلف الجنسيات.
من جانبه، اعتبر طارق الصقلي الحسيني، عميد كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان، أن هذه التظاهرة التي أضحت موعدًا سنويًا قارًا بالكلية، تندرج ضمن استراتيجية مؤسساتية تهدف إلى تثمين الحضور الإفريقي، خاصة في ظل العدد المتزايد من الطلبة الأفارقة المسجلين في مسالك الطب والصيدلة وطب الأسنان، والذين يشكلون شريحة وازنة ضمن النسيج الطلابي للكلية.
وأبرز الصقلي الحسيني أن الكلية ساهمت على مر السنوات في تكوين عدد من الكفاءات الطبية الإفريقية التي أضحت تشكل طاقات واعدة داخل بلدانها، وهو ما يعكس البعد الإقليمي والدولي للدور الأكاديمي الذي تؤديه المؤسسة.
وفي سياق التظاهرة، أكد آدم موسى حسن، رئيس جمعية الطلبة الأجانب، أن الحدث شكل فرصة للاحتفاء بالهوية الثقافية الغنية والمتنوعة للقارة الإفريقية، وتعزيز أواصر التضامن بين الطلبة من مختلف الجنسيات. وقد تضمن البرنامج عروضا للأزياء التقليدية، وفقرات فولكلورية، ومسابقات في الطبخ والرقص، بالإضافة إلى دوري رياضي شمل مباريات في كرة القدم، وكرة السلة، والكرة الطائرة، وتنس الطاولة.
وقد أسفرت المسابقات عن تتويج فريق غينيا بجائزة الأزياء والفلكلور، وفوز زامبيا بمسابقة الطبخ، فيما نالت مدغشقر جائزة الرقص التقليدي. أما لقب دوري كرة القدم فقد عاد إلى الفريق الممثل لغرب إفريقيا.
من جهته، عبر تراوري عبد الرحمان، الطالب بالسنة الثالثة ومنسق التظاهرة، عن اعتزازه بنجاح هذه النسخة، مبرزًا أن الجمعية، التي تأسست سنة 2007، تشتغل بتنسيق مستمر مع إدارة الكلية لتيسير إدماج الطلبة الأجانب وتمكينهم من مواصلة مسارهم الدراسي في ظروف ملائمة.
و شهد الحفل الختامي توزيع شهادات التخرج على دفعة جديدة من الطلبة الأفارقة المتخرجين من كلية الطب، وعددهم أربعة، إلى جانب تكريم الفائزين في مختلف المسابقات.
و تأتي هذه التظاهرة في سياق الرهان الاستراتيجي الذي تضعه جامعة سيدي محمد بن عبد الله على التعاون جنوب-جنوب، من خلال انفتاحها على الطلبة من مختلف أنحاء القارة الإفريقية، وتكريسها لمسار أكاديمي يزاوج بين الجودة والتنوع والانتماء الإنساني.
المصدر : فاس نيوز ميديا