قافلة بلا سلاح تهزّ الحدود: مغاربيون في طريقهم إلى غزة لكسر الحصار

استقبال شعبي بطرابلس… وتوتر دبلوماسي في القاهرة وتل أبيب

وصلت صباح الأربعاء إلى العاصمة الليبية طرابلس، قافلة “الصمود” المغاربية، التي انطلقت من تونس، وتضم مئات النشطاء من المغرب، الجزائر، تونس، وموريتانيا، في خطوة رمزية تهدف إلى لفت أنظار العالم إلى الحصار المفروض على قطاع غزة.

وقد جابت القافلة، المكونة من 14 حافلة ونحو 100 سيارة، شوارع طرابلس وسط مواكبة أمنية رسمية واستقبال شعبي واسع، حيث احتشد المواطنون في ميدان الشهداء وطريق الشط لتحية المشاركين، والتعبير عن دعمهم للقضية الفلسطينية.

مبادرة رمزية… لا مساعدات ولا أهداف سياسية

وفق منظميها، لا تهدف القافلة إلى إيصال مساعدات، بل تُعد “تحركًا رمزيًا لكسر الصمت وإحراج الاحتلال”، خصوصًا في ظل التحذيرات المتكررة من الأمم المتحدة بشأن الوضع الإنساني الكارثي في غزة، والذي وصفته بـ”الأكثر جوعًا على وجه الأرض”.

وفي بيان توضيحي، أكدت هيئة تنظيم القافلة أن المبادرة لا تحمل أي موقف سياسي ضد النظام المصري، مشيرة إلى أن التنسيق مع مصر يقتصر على الجوانب القانونية والأمنية، شأنها في ذلك شأن التنسيق الجاري مع سلطات تونس، الجزائر، وليبيا.

إسرائيل تطالب بالمنع ومصر تشترط الموافقة المسبقة

في رد فعل مباشر، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس السلطات المصرية إلى منع القافلة من الوصول إلى حدود غزة، واصفًا المشاركين فيها بـ”المحتجين الجهاديين”، ومحذرًا من “استفزازات محتملة على الحدود”.

من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بلاغًا أكدت فيه أن أي زيارة لمناطق حدودية تتطلب موافقات مسبقة، مع تجديد موقفها المعلن بدعم رفع الحصار عن قطاع غزة في إطار احترام السيادة والتنظيم القانوني.

مشاركة أوروبية ومسيرة موازية

في موازاة القافلة المغاربية، يستعد عدد من الناشطين من فرنسا ودول أوروبية أخرى للمشاركة في ما يُعرف بـ”المسيرة العالمية إلى غزة”. وقد أفادت تقارير إعلامية فرنسية أن السلطات المصرية أوقفت بعض المواطنين الفرنسيين فور وصولهم إلى مطار القاهرة، كانوا بصدد المشاركة في هذه المبادرة.

رسائل متعددة الاتجاهات

تُقرأ قافلة “الصمود” كتحرك رمزي لكنه عالي الدلالة، خصوصًا في توقيته وسياقه، إذ تعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة الشعبية المغاربية، في وقت يسود فيه الجمود السياسي الإقليمي تجاه غزة.
كما تطرح أسئلة مشروعة حول مدى سماح المعابر بمرور المبادرات الشعبية السلمية، وموقع “التحرك المدني” في التأثير على الوقائع الجيوسياسية في المنطقة.

عن موقع: فاس نيوز