مضيق هرمز على صفيح ساخن: حرب إيران وإسرائيل تهدد بإشعال أسعار النفط عالمياً

تصاعد التوتر العسكري بين إيران وإسرائيل في الأيام الأخيرة أثار مخاوف كبيرة في الأسواق العالمية، خاصة في قطاع الطاقة، حيث شهدت أسعار النفط ارتفاعات حادة تجاوزت 7%، وهو أكبر ارتفاع يومي منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022.

يكمن السبب الرئيسي لتأثير هذه الحرب على أسعار النفط في موقع مضيق هرمز الاستراتيجي، الذي يمر عبره يومياً أكثر من 20% من النفط المستهلك عالمياً. أي تهديد بإغلاق هذا المضيق الحيوي يعني تعطل إمدادات النفط بشكل مباشر، مما يرفع الأسعار بشكل فوري ويثير حالة من القلق في الأسواق.

تعتبر إيران القوة المسيطرة على مضيق هرمز، وهي التي تملك “مفتاح الصنبور” كما يصفها الخبراء، حيث يمكنها من خلال تهديدها بإغلاق المضيق أن ترفع أسعار النفط إلى مستويات مرتفعة جداً، حتى تجاوزت 90 دولاراً للبرميل في الأيام الأخيرة.

على عكس الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي لم تؤثر بشكل مباشر على ممر بحري حيوي لتصدير النفط، فإن التوتر بين إيران وإسرائيل يهدد بشكل مباشر مضيق هرمز، وهو ما يجعل تأثيره على الأسواق العالمية أكثر خطورة وحساسية.

الهجمات الجوية الإسرائيلية على منشآت إيرانية حساسة، بما في ذلك مواقع نووية وصناعات الصواريخ، وردود الفعل الإيرانية التي تضمنت إطلاق طائرات مسيرة هجومية، رفعت من مستوى التوترات إلى حد يهدد باندلاع صراع أوسع في المنطقة.

هذا التصعيد دفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، حيث بلغ خام برنت أكثر من 74 دولاراً للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط فوق 73 دولاراً. كما ارتفعت أسعار استخدام ناقلات النفط العالمية بسبب المخاطر المتزايدة في منطقة الخليج.

يرى خبراء أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى اضطرابات في سلسلة إمدادات النفط والغاز، مما يرفع تكاليف الطاقة ويزيد من المخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي، خاصة مع ظهور بوادر عودة التضخم في بعض الاقتصادات الكبرى.

ومع ذلك، يستبعد بعض المحللين، مثل الدكتور أنس الحجي، مستشار تحرير منصة الطاقة، وصول أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل في الوقت الراهن، مشيرين إلى وفرة المعروض العالمي ووجود مخزونات استراتيجية كبيرة، إضافة إلى خطط زيادة الإنتاج من دول أوبك+ خلال الأشهر القادمة.

بالنسبة للمستهلكين، خاصة في الدول المستوردة للطاقة مثل المغرب، فإن أي توتر في مضيق هرمز قد ينعكس سريعاً على أسعار الوقود والمازوت، حيث يمكن أن يؤدي تهديد إغلاق المضيق إلى ارتفاع فوري في الأسعار، حتى وإن كان مجرد تغريدة أو تصريح من مسؤول أمني إيراني.

الحرب بين إيران وإسرائيل تمثل تهديداً أكبر وأخطر على استقرار أسواق النفط العالمية مقارنة بالحرب الروسية الأوكرانية، بسبب الموقع الاستراتيجي لمضيق هرمز وأهميته في حركة النفط العالمية. وعلى الرغم من وجود عوامل مخففة، فإن الأسواق ستظل في حالة تأهب قصوى وسط توقعات بزيادة التذبذب وارتفاع الأسعار في الأيام القادمة، مما يستدعي متابعة مستمرة لتطورات الأوضاع في المنطقة وتأثيرها على الاقتصاد العالمي والمحلي.

عن موقع: فاس نيوز