شهدت العاصمة الإيرانية طهران، يوم الاثنين، تصعيداً خطيراً في المواجهة بين إسرائيل وإيران، حيث استهدفت غارة إسرائيلية مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني، ما أدى إلى سماع دوي انفجارات في عدة مناطق من المدينة، وسط تعهد إيراني بالرد الحازم على هذه الهجمات.
وقع الهجوم بينما كانت إحدى المذيعات تقدم برنامجاً مباشراً وتنتقد إسرائيل بشدة، حيث أظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام إيرانية لحظة مغادرتها الاستوديو وسط سحابة من الغبار وتساقط شظايا من السقف. استأنفت القناة بثها بعد انقطاع قصير، بينما وصفت السلطات الإيرانية الهجوم بأنه “عمل خبيث وجريمة حرب”.
من جهته، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن “هيئة البث التابعة للنظام الإيراني، المسؤولة عن الدعاية والتحريض، تم استهدافها”، مضيفاً أن إسرائيل ستواصل ضرب النظام الإيراني أينما وجد. كما دعا الجيش الإسرائيلي سكان المنطقة إلى إخلاء المباني تحسباً لهجمات جديدة على منشآت عسكرية.
ردت إيران بإطلاق صواريخ على عدة مدن إسرائيلية كبرى، رداً على الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية. وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن “قواتنا المسلحة ستواصل ضرب أهداف إسرائيلية حتى تتوقف الاعتداءات على الشعب الإيراني”، مشدداً على أن مجرمي الحرب لن يفلتوا من العقاب.
أسفرت الضربات الإسرائيلية على طهران عن مقتل ما لا يقل عن 224 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين، بحسب حصيلة رسمية إيرانية. في المقابل، أدت الردود الصاروخية الإيرانية إلى مقتل 24 شخصاً على الأقل في إسرائيل منذ الجمعة، وارتفع عدد القتلى إلى 11 يوم الاثنين بعد سقوط ضحايا جدد في بتاح تكفا وبني براك وحيفا.
تسببت الهجمات المتبادلة في دمار كبير في عدة مناطق، حيث التهمت النيران أجزاء من مبانٍ سكنية في بتاح تكفا، واشتعلت الحرائق في بعض الأحياء. كما كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية عن مقتل ثلاثة إسرائيليين في هجوم إيراني على مصفاة نفط في حيفا.
توعد وزير الدفاع الإسرائيلي بأن “سكان طهران سيدفعون الثمن”، بينما هدد الحرس الثوري الإيراني بضربات صاروخية “أشد تدميراً” ضد أهداف إسرائيلية حيوية.
شهدت طهران حالة من الشلل شبه التام، حيث أغلقت الأسواق والمتاجر أبوابها، واصطف المواطنون أمام محطات الوقود، وسط مخاوف من تصاعد المواجهة. وأعلنت الحكومة تحويل المساجد ومحطات المترو والمدارس إلى ملاجئ لحماية السكان من الغارات الجوية.
أعلنت إسرائيل أنها استهدفت مراكز قيادة تابعة لفيلق القدس في طهران، إضافة إلى منشآت نووية ومرافق حيوية، بينما نفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرض منشأة نطنز النووية لهجوم مباشر. من جانبها، دعت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إدانة الهجمات الإسرائيلية، مؤكدة أن منشآتها النووية ذات طابع سلمي.
تأتي هذه التطورات في ظل مخاوف غربية من احتمال سعي إيران لامتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران. كما تبرز دعوات أمريكية للعودة إلى طاولة المفاوضات، وسط تحذيرات من انفجار مواجهة إقليمية واسعة.
في ظل هذا التصعيد غير المسبوق، يبقى الوضع في المنطقة مفتوحاً على جميع الاحتمالات، وسط ترقب دولي لأي تطور جديد قد يغير معادلات الصراع في الشرق الأوسط.
عن موقع: فاس نيوز
فاس نيوز – موقع الجهة الاخباري 24 ساعة موقع اخباري لجهة فاس مكناس منكم و اليكم ننقل الرأي و الرأي الآخر