إيرواني: رواية إسرائيل عن التهديد الوجودي زائفة..والولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على وقف العدوان الإسرائيلي

أكد السفير الإيراني الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أن رواية إسرائيل حول التهديد الوجودي التي تواجهه هي “رواية زائفة”، مشدداً على أن “إيران لم تهاجم إسرائيل ولم تبدأ أي حرب”. وقال إيرواني في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك: “دعني أكون واضحاً، إيران لم تهاجم إسرائيل. إيران لم تبدأ أي حرب. ما يُسمى برواية التهديد الوجودي هو أمر زائف”.

جاءت هذه التصريحات خلال خطاب إيرواني أمام مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين، حيث دافع عن الضربات الإيرانية على إسرائيل باعتبارها “عمليات دفاعية متناسبة موجهة حصراً لأهداف عسكرية والبنية التحتية المرتبطة بها”. وأشار إلى أن إيران تمارس حقها المشروع في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.

ووجه السفير الإيراني اتهامات مباشرة للولايات المتحدة، مؤكداً أنها الجهة الوحيدة القادرة على وقف العدوان الإسرائيلي. وقال إيرواني: “بدون الأسلحة الأمريكية والمعلومات الاستخباراتية والدعم السياسي، لم يكن بإمكان هذا الهجوم أن يحدث. الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية عن هذا العمل غير القانوني”.

وأضاف أن “إسرائيل التي تعتبر أكثر الأنظمة وحشية وعنفاً في العالم، نفذت هذه الهجمات الهمجية بدعم استخباراتي وسياسي كامل من الحكومة الأمريكية”. وحذر من أن “أي دولة تساعد العدوان الإسرائيلي ستتحمل المسؤولية القانونية عن العواقب”.

وتأتي تصريحات إيرواني في إطار التصعيد العسكري المستمر منذ يوم الجمعة 13 يونيو، عندما شنت إسرائيل هجوماً واسع النطاق على مواقع متفرقة في إيران، استهدف مواقع نووية وعسكرية ومدنية. وقد أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل 78 إيرانياً وإصابة أكثر من 320 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب الأرقام الإيرانية.

ردت إيران بإطلاق صواريخ باليستية على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 24 إسرائيلياً على الأقل وإصابة المئات. وأكد إيرواني أن “رد إيران اقتصر على الأهداف العسكرية”، مشيراً إلى أن بلاده “تحترم القانون الدولي الإنساني ولم نستهدف المدنيين”.

وشدد السفير الإيراني على خطورة استهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية، قائلاً: “لقد تجاوزت إسرائيل بهجومها على إيران كل الخطوط الحمراء واستهدفت عمداً منشأة نووية سلمية تعمل تحت الضمانات الكاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية وهذا عمل خطير وغير قانوني”.

كما أدان إيرواني الضربة الإسرائيلية على مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني أثناء البث المباشر، واصفاً إياها بأنها “هجوم مروع يشكل جريمة حرب صارخة واعتداء مباشر على حرية الصحافة”. وأضاف أن هذا العدوان جاء “تماماً عندما كانت الجولة السادسة من المفاوضات النووية على وشك الاستئناف في مسقط”.

وأشار إيرواني إلى أن إيران كانت قد جلبت “اقتراحاً جديداً يهدف إلى سد الخلافات” في المفاوضات النووية، بينما استجابت الولايات المتحدة “بسوء نية”. وأكد أن هدف إسرائيل من الهجوم هو “قتل الدبلوماسية وتخريب المفاوضات وجر المنطقة إلى صراع أوسع”.

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن “اتصالاً هاتفياً واحداً من واشنطن يكفي لإسكات شخص مثل نتنياهو”، مضيفاً أن ذلك “قد يمهد الطريق للعودة إلى الدبلوماسية”. واتهم نتنياهو بـ”خداع” الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين ودفعهم لخوض حروبه الخاصة لما يقرب من ثلاثة عقود.

ودعا إيرواني مجلس الأمن الدولي إلى “التحرك الآن” وإدانة العدوان الإسرائيلي، محذراً من أن “صمته ولامبالاته يقوضان مصداقيته وأسس الأمم المتحدة”. وأكد أن إيران “ستواصل العمل في إطار القانون الدولي”، مشدداً على أن بلاده “لن تتردد في الدفاع عن شعبنا وأراضينا وسيادتنا”.

وختم إيرواني بالقول إن “العدوان الإسرائيلي يعد إعلان حرب”، مؤكداً أن “إيران ستستخدم حقها المشروع في الدفاع، وردنا سيكون قانونياً ومتوازناً وحاسماً وسيأتي في الوقت الذي نختاره”.

عن موقع: فاس نيوز