تقرير: إيران تستهدف مقر إقامة السفير النرويجي.. فما احتمالية تفعيل الناتو للمادة 5

شهدت مدينة تل أبيب، يوم الخميس 19 يونيو 2025، انفجارًا استهدف مقر إقامة السفير النرويجي، وهو الهجوم الثالث خلال أسبوع على بعثات دبلوماسية أوروبية في إسرائيل، بعد ضربات صاروخية قرب مقر الاتحاد الأوروبي والسفارة الهولندية. هذه الحوادث أثارت مخاوف من تورط إيران في تصعيد الصراع مع إسرائيل.

وتنص المادة 5 من معاهدة الناتو على أن أي هجوم مسلح على أراضي أحد دول الحلف في أوروبا أو أمريكا الشمالية يُعتبر هجومًا على جميع الأعضاء، ما يستوجب اتخاذ إجراءات دفاعية جماعية. لكن إسرائيل ليست عضوًا في الناتو، والهجمات استهدفت بعثات دبلوماسية تقع على أراضي دولة ثالثة، ما يجعل تفعيل المادة 5 أمرًا غير محتمل.

فحتى الآن، لم تصدر تصريحات من الناتو تشير إلى نية تفعيل المادة 5 بسبب هذه الهجمات. بل على العكس، دعا الأمين العام للناتو، مارك روت، إلى خفض التصعيد وتجنب التوترات، مع التركيز على الحلول الدبلوماسية بدلًا من التصعيد العسكري.

الاعتبارات القانونية والسياسية

  • النطاق الإقليمي: المادة 5 مرتبطة بهجمات على أراضي دول الأعضاء، وليس على بعثات دبلوماسية في دول خارج الحلف.
  • السابقة التاريخية: لم يُفعّل الناتو المادة 5 من قبل في حالات استهداف بعثات دبلوماسية، وكانت الحالة الوحيدة للتفعيل بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على الأراضي الأمريكية.
  • التداعيات السياسية: تفعيل المادة 5 قد يؤدي إلى تصعيد عسكري مباشر مع إيران، ما يتعارض مع الدعوات الدولية للتهدئة.

وتسببت الهجمات في أضرار مادية للبعثات الدبلوماسية، مع تأكيد عدم وقوع إصابات بشرية. ورغم ذلك، فإن مسؤولية حماية البعثات تقع على عاتق الدول المضيفة، ولا يشمل إطار المادة 5 ضمان أمن البعثات في الخارج. وقد تلجأ الدول الأعضاء لتعزيز إجراءاتها الأمنية بشكل منفرد.

مقارنة بين هجمات 11 سبتمبر 2001 والوضع الحالي

الجانبهجمات 11 سبتمبر 2001الوضع الحالي (يونيو 2025)
الموقعالولايات المتحدة (أراضي الناتو)إسرائيل (دولة غير عضو في الناتو)
طبيعة الهجومهجمات إرهابية على الأراضيهجمات على بعثات دبلوماسية (صواريخ وقنابل يدوية)
رد فعل الناتوتفعيل المادة 5، تحالف عسكريلا تفعيل للمادة 5، دعوات للتهدئة والدبلوماسية
النتيجةعمليات عسكرية وتحالف دوليإدانات دبلوماسية، عدم تصعيد عسكري

بناءً على الإطار القانوني والتاريخي ومواقف الناتو الحالية، من غير المتوقع أن يتم تفعيل المادة 5 رداً على الهجمات على البعثات الدبلوماسية الأوروبية في إسرائيل. من المرجح أن يقتصر رد الناتو على الإدانات السياسية والدعم الدبلوماسي، مع ترك الدول الأعضاء تتخذ إجراءات أمنية منفردة. ويظل مراقبو الشأن الدولي على متابعة مستمرة لأي تطورات قد تطرأ، خصوصًا في ظل احتمالات تدخل أمريكي محتمل في الصراع.

ملاحظة: تُقدر مخزونات إيران من الصواريخ الباليستية بين 1300 و1600 صاروخ حتى 18 يونيو 2025، لكن حوالي 500 فقط منها مجهزة بالوقود، بعد تدمير شحنة وقود صواريخ رئيسية في انفجار ميناء رجائي في أبريل الماضي، وفقًا لتقارير خبراء عسكريين.

عن موقع: فاس نيوز