فاس – في خطاب ألقاه يوم الأحد 22 يونيو 2025 بمدينة فاس، أكد عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، دعمه المطلق للمغرب في حال نشوب نزاع ثنائي مع إيران، معبراً في الوقت نفسه عن تضامنه الديني مع طهران في مواجهتها مع إسرائيل. وانتقد بن كيران الدولة العبرية بشدة، متهمًا إياها بارتكاب جرائم حرب، ومتوعدًا بزوالها من المنطقة في المستقبل القريب.
وجاءت تصريحات بن كيران وسط انتقادات حادة لدعمه لإيران في مواجهة العدوان الإسرائيلي، حيث حاول في كلمته تخفيف حدة هذه المواقف من خلال محاولة التوفيق بين الولاء الوطني المغربي والتزاماته الدينية الإسلامية.
وأكد بن كيران وقوفه إلى جانب المغرب «ضد أي قوة معادية»، بما في ذلك إيران، لكنه اشترط أن يكون النزاع ثنائيًا مباشرًا بين الرباط وطهران. وأوضح أن إيران ليست في صراع مباشر مع المغرب، بل تخوض مواجهة جيوسياسية مع إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة.
ورغم ذلك، أقر بن كيران بوجود «أخطاء عقدية وبدع» لا يشاركها مع إيران، لكنه أبدى دعمه لطهران «باسم الإسلام»، مشيرًا إلى أن إيران ترفع راية الإسلام وتدعم القضية الفلسطينية.
واتسم خطاب بن كيران بمزج بين الخطاب الديني والتعبئة السياسية، حيث شن هجومًا واسعًا على إسرائيل، واصفًا إياها بـ«النظام الإجرامي» القائم على «قتل المدنيين والحصار وإجبار الشعوب على الجوع». وتنبأ بزوال هذا النظام، مؤكدًا أنه «لا مستقبل له في المنطقة» وأنه سيُطرد كما حدث مع المغول والصليبيين والقوى الاستعمارية السابقة.
كما نوه بن كيران بشخصيات بارزة في المقاومة الفلسطينية مثل ياسر عرفات وأحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، مشددًا على أن «الأمة الإسلامية قادرة على إنجاب قادة مقاومين رغم محاولات الإبادة».
وحذر بن كيران من أن «تدمير إيران أو حماس لن يحل المشكلة»، مشيرًا إلى أن «الأمة الإسلامية تضم أكثر من ملياري نسمة»، في رسالة واضحة ضد التطبيع مع إسرائيل.
تأتي هذه التصريحات في سياق ضعف شعبي لحزب العدالة والتنمية، خاصة بعد الهزيمة الانتخابية الكبيرة عام 2021، ويبدو أن بن كيران يسعى من خلالها إلى إعادة تجميع قواعده حول قضايا رمزية كبرى تهم قاعدته الانتخابية.
عن موقع: فاس نيوز