مالي.. تصفية قيادي جزائري في “داعش” واستسلام آخر في ضربة مزدوجة للتنظيم

أعلنت السلطات المالية، يوم الأحد، عن مقتل القيادي الجزائري في تنظيم “الدولة الإسلامية في الساحل” المعروف باسم “أبو الدحداح”، خلال عملية عسكرية نفذتها القوات المسلحة المالية ضد مجموعة مسلحة تابعة للتنظيم في بلدة “شماّن” شمال شرق البلاد.

ووفقًا للصحافة المحلية، أسفرت العملية التي جرت على بعد 38 كيلومترًا من مدينة ميناكا عن مقتل ستة عناصر من التنظيم، من بينهم “أبو الدحداح”، الذي يُعتبر أحد أبرز القادة الأجانب في صفوف التنظيم، ويلعب دورًا محوريًا في الجانب الإيديولوجي والتقني، لا سيما في تصنيع العبوات الناسفة، بالإضافة إلى تورطه في هجمات على الحدود مع النيجر.

وفي تطور متصل، أفادت المصادر بأن قياديًا آخر في التنظيم يُدعى “أوبيل” أعلن استسلامه للسلطات المالية في بلدة تيسيت، برفقة عشرة من عناصره، بعد أن كان ينشط في منطقة أنصونغو.

وتأتي هذه العمليات ضمن حملة عسكرية مستمرة تستهدف تحركات الجماعات المرتبطة بتنظيم “داعش” في مناطق ميناكا وليبتاكو، التي لا تزال تشهد تواجدًا متقطعًا للتنظيم رغم الضربات المتكررة.

وتُعد منطقتا ميناكا وأنصونغو معقلين رئيسيين لتنظيم “الدولة الإسلامية في الساحل”، الذي يخوض منذ سنوات مواجهات عنيفة مع جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، الفرع المحلي لتنظيم “القاعدة”. وقد تراجع نفوذ “داعش” مؤخرًا لصالح منافسه، خاصة في منطقة ليبتاكو، نتيجة فقدان الحاضنة الشعبية.

ومع هذا التراجع، لا يزال التنظيم يحتفظ بقدرة هجومية ملحوظة، تجلت في الهجوم الذي أسفر عن مقتل 34 جنديًا نيجريًا في منطقة بانيبانغو في 19 يونيو الماضي، إلى جانب عملياته المستمرة في شرق بوركينا فاسو.

وتحذر تقارير أمنية من احتمال تنسيق متزايد بين تنظيم “الدولة الإسلامية في الساحل” وفرع “داعش” في غرب إفريقيا (ISWAP)، ما قد يمهد لمرحلة جديدة من إعادة الانتشار وتبادل الموارد بين الفصائل المتطرفة في المنطقة.

وبينما تمثل تصفية “أبو الدحداح” واستسلام “أوبيل” نجاحًا تكتيكيًا مهمًا للقوات المالية، يرى مراقبون أن الأثر الاستراتيجي لهذه العمليات مرتبط بقدرة الدولة على ترسيخ الاستقرار في المناطق المتضررة من الإرهاب.

عن موقع: فاس نيوز