احتجاجات مكتري أملاك الأوقاف بتازة تعيد توتر الأجواء في المدينة القديمة

شهدت مدينة تازة صباح اليوم عودة الفعل الاحتجاجي الذي كسر الهدوء المعتاد في شارع سيدي بلحاج، حيث تقع نظارة أوقاف تازة، وذلك بعد تنظيم عدد من مكتري أملاك الأوقاف لمسيرة احتجاجية انطلقت من وسط المدينة القديمة وصولاً إلى مقر النظارة.

ورفع المحتجون، الذين تظاهروا تحت حرارة شمس قاربت 40 درجة مئوية، أصواتهم احتجاجاً على ما وصفوه بـ”تغول إدارة الأوقاف وحكرتها لهم”، مطالبين بضرورة التخفيف في الواجبات الكرائية وشروط عقود الكراء، خاصة في ظل الركود الاقتصادي والأزمة التجارية الخانقة التي أدت إلى إفلاس عدد منهم، واضطرار البعض الآخر للتخلي عن محلاتهم، فيما عجز آخرون عن أداء واجبات الكراء.

ويعد هذا الاحتجاج الثاني خلال شهر ونصف، بعد احتجاج مماثل في منتصف ماي الماضي، حيث رفع المحتجون شعارات قوية ضد ناظر الأوقاف ياسين الزكريتي مثل “هذا عيب هذا عار الناظر يا الحكار” و”الناظر سير فحال الأوقاف ماشي ديالك”، معتبرين أن السياسة الجديدة لإدارة الأوقاف تهدد السلم الاجتماعي في المدينة.

وأشار المحتجون إلى أن وزارة الأوقاف لم تكن تطبق البنود الصارمة من مدونتها سابقاً، لكن مع تعيين الكاتب العام نور الدين معنا تغير الوضع بشكل جذري.

وطالب المكتريون بتسوية وضعية بعضهم أو من حل مكانهم، وإلغاء ما يسمى بـ”الغبطة”، وإبرام عقود واضحة ومتفق عليها، مع تجنب رفع القيمة الكرائية بشكل كبير وعدم زيادة الإيجار كل ثلاث سنوات.

كما ندد المحتجون بسياسة “الآذان الصماء” التي انتهجها ناظر الأوقاف تجاه مطالبهم، مؤكدين عزمهم على مواصلة الاحتجاجات بشكل أسبوعي، لأنهم “ليس لديهم ما يخسرونه”.

وفي جانب آخر من احتجاجهم، عبر المحتجون عن استيائهم من التهميش الكبير الذي تعاني منه المدينة القديمة ومآثرها التاريخية، وعلى رأسها الجامع الكبير، كما استنكروا طريقة تعامل قائد الملحقة الإدارية الأولى معهم، متهمين إياه بالتماطل في منح جمعية مهنية الوصل النهائي، وممارسة ضغوط على بعض أعضائها، معبرين عن استغرابهم من الأساليب القديمة في التعامل مع المجتمع المدني.

كما عبروا عن غضبهم من غياب الترافع الحقيقي من طرف منتخبين الإقليم في مجلسي البرلمان، باستثناء بعض الخطوات المحدودة.

واختتم المحتجون وقفتهم بالدعاء بالتوفيق والحفظ والشفاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وأكد أحد المكتريين أن المدينة القديمة تعيش أزمة ركود خانقة واحتقاناً اجتماعياً كبيراً، وأن ناظر الأوقاف يزيد من تأجيج الوضع، مشيراً إلى تداعيات جائحة كورونا التي أثرت بشدة على الحرفيين والمهنيين، بالإضافة إلى تأثير التضخم الاقتصادي على القدرة الشرائية وحركة الرواج.

وأشار إلى غياب مبدأ تكافؤ الفرص بين المهنيين في تازة، حيث تؤجر جماعة تازة محلات المركب البلدي بـ150 درهم شهرياً دون زيادة، في حين تجاوزت الزيادة على بعض مكتري الأوقاف 20٪، بالإضافة إلى الانتشار الكبير للتجارة العشوائية والفراشة والمعارض التجارية في مرائب بعض العمارات وسط المدينة، والتي بدأت مؤقتة لكنها أصبحت دائمة، مما يشكل منافسة غير عادلة في ظل غياب تدخل السلطات المختصة.

كما نبه إلى ضعف جاذبية المدينة القديمة، حيث أهملت الأوقاف أكبر موقف للسيارات بجوار باب الجمعة، والذي يحتاج إلى تهيئة عاجلة.

ويأتي هذا الاحتجاج بناءً على تنسيق بين مكتري الأملاك الوقفية، في حين بررت نظارة الأوقاف الزيادات في السومة الكرائية برغبة وزارة الأوقاف في رفع مداخيلها وتثمين ممتلكاتها.

يُذكر أن ناظر الأوقاف كان قد فتح حواراً مع المكتريين ووعد برفع مطالبهم إلى الوزارة، لكنه أغلق مؤخراً باب الحوار، مما زاد من حدة التوتر بين الطرفين.

عن موقع: فاس نيوز