فاس: مرضى ينتظرون الطبيب في المستعجلات… والمصحات تخرق القانون

فاس – يتصاعد القلق في مدينة فاس إزاء ممارسات خطيرة داخل عدد من المصحات الخاصة، حيث تعمل أقسام المستعجلات بها دون وجود طبيب مداوم، مما يترك المرضى في حالات صحية طارئة يواجهون مصيرهم لساعات طويلة، في انتهاك صارخ للقانون المنظم لعمل هذه المؤسسات.

شهادات مقلقة من قلب المعاناة

روى عدد من المواطنين تجاربهم المريرة لوسائل الإعلام، مؤكدين أنهم بعد وصولهم إلى مستعجلات بعض المصحات الخاصة في حالات حرجة، لم يجدوا سوى ممرضين يحاولون تهدئة الوضع عبر الهاتف في انتظار وصول طبيب قد يتأخر لساعات. هذه الشهادات تكشف عن واقع مقلق يعرض حياة المرضى للخطر المباشر.

خرق صريح للقانون

أكد مصدر طبي مطلع أن هذا الوضع يعتبر “خرقاً صريحاً” للقانون، وهو ما تؤكده مواد المرسوم المنظم للقطاع. فبحسب الفصل 4 من مرسوم 2.03.658 المتعلق بتنظيم المصحات الخاصة، فإنه:

“يجب على كل مصحة أن تؤمّن المداومة الطبية على مدار 24/24 ساعة، وخاصة على مستوى مصلحة المستعجلات، وذلك بحضور طبيب مداوم…”

النص القانوني واضح ولا يقبل التأويل، مما يضع هذه المصحات في موقع المخالفة المباشرة التي تستوجب المساءلة.
تساؤلات حول دور الرقابة والمسؤولية.

تطرح هذه الممارسات غير القانونية أسئلة جوهرية حول فعالية آليات المراقبة التابعة لوزارة الصحة، ومدى قيامها بواجبها في التحقق من التزام المصحات الخاصة بدفاتر التحملات والقوانين الجاري بها العمل. كما يبرز التساؤل الأهم حول المسؤولية القانونية والأخلاقية للمصحة في حال تدهور حالة مريض أو وفاته بسبب التأخر في تقديم الفحص والعلاج اللازمين.

ويبقى السؤال معلقاً: فهل تتحرك السلطات المعنية لتصحيح هذا الوضع الخطير؟ أم سيبقى المواطن في فاس يدفع ثمن تقاعس المؤسسات الصحية الخاصة وغياب الرقابة؟

عن موقع: فاس نيوز