هل “واتساب” و”فيسبوك” يعيدان رسم الروابط الأسرية في المغرب؟

مع التطور السريع لوسائل التواصل الاجتماعي، يطرح سؤال جوهري حول دور تطبيقي “واتساب” و”فيسبوك” في تشكيل العلاقات الأسرية في المجتمع المغربي. هذا النقاش، الذي يجمع بين الإيجابيات والتحديات، يكشف عن تحولات عميقة في الديناميكيات العائلية. فملايين المغاربة يستخدمون هذه المنصات يوميًا، ليس فقط لملء وقت الفراغ، بل للتواصل مع الأقارب وتبادل الأخبار، مما يجعل تأثيرهما لا يمكن تجاهله.

وجه مشرق: تعزيز التواصل وتضييق المسافات

أبرز تأثير إيجابي لهذه التطبيقات هو قدرتها على تسهيل التواصل الافتراضي، خاصة في بلد يشهد هجرة داخلية وخارجية واسعة. لقد أصبحت المجموعات العائلية على “واتساب” و”فيسبوك” أدوات حيوية لمشاركة الأخبار، والصور، وحتى الدعوات للمناسبات، مما يعزز الشعور بالانتماء. كما ساهمت هذه المنصات في كسر الحواجز الاجتماعية، خاصة بين أفراد العائلة الشباب، مما يتيح تبادلاً أسهل للأفكار والدعم العاطفي.

خلال الأزمات، مثل جائحة كورونا، لعبت هذه التطبيقات دورًا محوريًا في الحفاظ على الروابط الأسرية، مما أدى إلى مرونة أكبر في العلاقات الجندرية والعائلية.

وجه مظلم: تحديات ومخاطر تهدد الترابط

على الجانب الآخر، تفرض هذه التطبيقات تحديات قد تضعف الروابط الأسرية. يشير تقارير إلى أن الاستخدام المفرط قد يقلل من الولاء العائلي. يرى بعض الآباء أن الوقت الذي يقضيه أبناؤهم على “فيسبوك” هو إهدار للوقت ويعرضهم للمخاطر، مما يسبب توترات داخل الأسرة.

كما أثرت هذه المنصات سلبًا على بعض القيم الاجتماعية، مثل احترام الخصوصية وتقدير الوقت، مما أدى إلى علاقات أسرية أقل حميمية. وتثير الإحصائيات حول العنف الرقمي قلقًا كبيرًا، حيث أفادت تقارير بانتشار العنف ضد النساء على “فيسبوك” و”واتساب”، مما يعكس امتداد العنف المجتمعي إلى الفضاء الرقمي ويؤثر على الانسجام الأسري.

وفي سياق الإدمان، أظهرت استطلاعات أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا بين الطلاب المغاربة يؤثر سلبًا على حياتهم الأسرية والأكاديمية.

حصيلة مزدوجة: توازن مطلوب

في الختام، يمكن القول إن “واتساب” و”فيسبوك” يعيدان بالفعل رسم الروابط الأسرية في المغرب. فهما يسهلان التواصل من جهة، لكنهما يحملان في طياتهما مخاطر الإدمان والعنف الرقمي من جهة أخرى. هذا التحول يعكس ديناميكية مجتمعية أوسع، تتطلب توازنًا حذرًا بين الاستفادة من التكنولوجيا والحفاظ على القيم التقليدية التي تشكل جوهر الأسرة المغربية.

هل تعتقد أن هذه التحديات يمكن أن تهدد مستقبل الأسرة المغربية؟

عن موقع: فاس نيوز