المجلس الإقليمي للحاجب بين غياب الشفافية وانعدام التواصل مع الساكنة

يُعد المجلس الإقليمي للحاجب هيئة منتخبة ذات صلاحيات واسعة في تنفيذ مشاريع التنمية المحلية التي تشمل البنية التحتية والخدمات الاجتماعية، لكنه يعاني من ضعف التواصل مع المواطنين، مما يثير تساؤلات حول مدى شفافيته وفاعلية مشاركته للجمهور.

في العديد من المناسبات، يغيب الإعلان المسبق عن مواعيد دورات المجلس وجدول أعمالها، ما يحرم الساكنة من فرصة الاطلاع على ما يُناقش أو يُقرر داخل هذه الهيئة. ويتسبب هذا الغموض في تعطيل حق المواطن في المشاركة الفعلية، ويقلل من فرص تقديم مقترحات أو إبداء ملاحظات على مشاريع التنمية المهمة.

الشفافية ليست شعارًا شكليًا، بل هي أساس بناء الثقة بين المجلس والساكنة. إذ أن انعقاد الدورات خلف الأبواب المغلقة وسرية النقاشات يحول دون مساءلة أعضاء المجلس المنتخبين، ويحجم دور الشعب إلى مجرد التصويت في الانتخابات، دون متابعة حقيقية لسير العمل اليومي. وهذا الوضع يؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان الثقة بين المواطن ومؤسساته.

من جهة أخرى، كان “مرصد الشأن المحلي بالحاجب” قد طرح، في لقاء سابق مع النائب الأول لرئيس المجلس الإقليمي السيد محمد اكزيو، ضرورة إنشاء نافذة تواصلية إلكترونية أو منصة تمكّن المواطنين من الاطلاع على نشاطات المجلس ومستجداته. ورغم تأكيد المسؤول على أن المشروع قيد التنفيذ وأن النافذة ستُطلق في الأشهر القادمة، إلا أن هذا الالتزام لم يتحقق حتى الآن.

يظل غياب هذه النافذة التواصلية وغياب الشفافية حجر عثرة في طريق تعزيز الحكم الرشيد والمساءلة، مما يستوجب تدخلًا عاجلًا لضمان حق الساكنة في معرفة معلومات المجلس والمشاركة الفاعلة في صنع القرار المحلي، لما في ذلك من أثر إيجابي على تنمية جماعة الحاجب وخدمة مصالح مواطنيها.

عن مرصد الشأن المحلي بالحاجب (بتصرف)

عن موقع: فاس نيوز