إفران، انعقاد مؤتمر دولي حول السياحة البيئية والاستثمار المستدام بالمغرب

احتضنت مدينة إفران طيلة يومه الأربعاء 25 شتنبر 2025، مؤتمر دولي رفيع المستوى مخصص للسياحة الخضراء والتنمية المستدامة، وبحسب المنظمين فقد جاء اختيار إفران لاحتضان هذا الحدث، نظراً لما تزخر به من إرث طبيعي استثنائي، بفضل المنتزه الوطني وغابات أرز الأطلس….، ما جعلها نموذجاً فريداً للتوازن بين الإنسان والطبيعة، و هو ما أهلها لتكون وجهة مثالية لتجسيد مفهوم السياحة البيئية المسؤولة في المغرب منذ القدم.

و بحسب نص البلاغ الذي توصلت ” فاس نيوز ” بنسخة منه، فإن هذا المؤتمر الدولي، يستقطب نحو 150 مشاركاً من صناع القرار والخبراء والمستثمرين على المستويين الوطني والدولي، بهدف فتح آفاق جديدة للاستثمار المستدام في قطاع السياحة المغربية وتعزيز مكانة المغرب كوجهة عالمية للسياحة الخضراء.

وأورد نفس البلاغ، أن المؤتمر يرتكز على ثلاث محاور أساسية تشمل الاستثمار في المحميات الطبيعية، من خلال بحث آليات دعم السياحة البيئية وضمان التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على النظم البيئية، والسياحة في المناطق الصحراوية والواحات، عبر مناقشة فرص التطوير والتحديات وتأثيرها على المجتمعات المحلية مع إبراز دور الابتكار والتكنولوجيا، إضافة إلى التكامل بين السياحة والزراعة المستدامة من خلال تسليط الضوء على مشاريع السياحة الزراعية، وتثمين المعارف التقليدية وتطوير آليات تمويل مبتكرة وتعزيز التعاون الدولي.

واختتم البلاغ بأن هذا الحدث، هو منصة لإبراز المشاريع السياحية في إفران ومؤهلات الأطلس المتوسط، ومحطة انطلاقة جديدة لتعزيز مكانة السياحة المستدامة بالمغرب وتحفيز الاستثمارات على المستوى الجهوي وتثمين المؤهلات القروية خلال السنوات المقبلة، فضلاً عن توطيد الشراكة بين القطاعين العام والخاص، من أجل سياحة مغربية مستدامة و شاملة.

إلى ذلك، شهد المؤتمر حضور شخصيات حكومية وازنة بالإضافة إلى شخصيات فاعلة مباشرة و غير مباشرة في المجال من القطاعين العام و الخاص و عدد من الشخصيات المنتخبة و مختلف ممثلي المصالح الخارجية بعمالة إقليم إفران و ولاية جهة فاس مكناس، نذكر منهم على سبيل المقال لا الحصر، نزار بركة وزير التجهيز والماء، وفاطمة الزهراء عمور وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وكريم زيدان الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، إلى جانب نخبة من كبار المسؤولين في المؤسسات العمومية والقطاع الخاص.

و في تصريح خص به نزار بركة وزير التجهيز و الماء “فاس نيوز”، جاء فيه : ” اليوم بالطبع في إطار هاته الندوة نشتغل على تحديد ما هي السياسة التي نقوم بها من أجل تقوية السياحة الإيكولوجية و السياحة المستدامة في بلادنا و السياحة المسؤولة، و في هذا الإطار أولا و قبل كل شيئ، و طبقا للتوجهات الملكية هنالك ما هو مرتبط بعقلنة استعمال المياه على الصعيد السياحي و على الصعيد الفندقي، و كذلك استعمال تحلية المياه و معالجة المياه العادمة و تجميع مياه الأمطار، لضمان المياه على الصعيد السياحي، و هنالك كذلك كل ما هو مرتبط بالحفاظ على المناطق الطبيعية .

و بحسب نفس المتحدث، فمنتزه إفران هو مشروع أول على الصعيد الوطني، و الذي سيكون له وقع جد إيجابي على الصعيد الايكولوجي، و في هذا الإطار فإن الوزارة مشاركة في إنجاز هذا المشروع الكبير لا من حيث البعد الطرقي، و لا من حيث كذلك ما هو مرتبط بضمان تعبئة مياه الأمطار بالنسبة لضاية “عوا”، و كذلك بالنسبة للسد الذي سيكون جاهزا في أوائل سنة 2027، و الذي سيكون له وقع إيجابي، لا من حيث الحفاظ و تخزين المياه، و لا من حيث كذلك ضمان مياه السقي بالنسبة للعشرين هكتار المجاورة، و هنالك ما هو مرتبط بأمر مهم، و هو الحفاظ على الثروة السمكية التي يتم انتاجها في تلك المنطقة و شكرا.

و بحسب متابعة الجريدة لأطوار المؤتمر و كذلك بحسب المتابعين، فإن احتضان مدينة إفران لهذا المؤتمر، رسخ فعلا اختيارها كعاصمة مغربية للسياحة البيئية والاستثمار المسؤول، في إطار رؤية وطنية تضع الحفاظ على الطبيعة وإنعاش المناطق المحلية، ودعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة في صميم النموذج السياحي المستدام والشامل، كما و بلورة من خلاله الرؤية الشمولية لتعزيز الاستثمارات المسؤولة، وخلق جسور تكامل بين السياحة والفلاحة، وتثمين التراث الطبيعي وتشجيع ريادة الأعمال المحلية بما يخدم التنمية المستدامة في المغرب.

بقلم عبد الله الشرقاوي

عن موقع: فاس نيوز