في الوقت الذي ساد فيه الهدوء والاستقرار مختلف أقاليم جهة فاس مكناس، شكل إقليم تاونات مساء اليوم السبت استثناءً مثيرا للقلق، حيث شهدت بلدة تيسة احتجاجات سلمية قوبلت بتدخل أمني وُصف بـ”العنيف”، مصحوبا باتهامات مباشرة للسلطات المحلية بقمع المحتجين ومنع الصحفيين من أداء مهامهم في التغطية والتصوير.
فخلافا لدعوات متفرقة على مواقع التواصل الاجتماعي لم تجد صدى في باقي الأقاليم، تحدى عشرات المواطنين في تيسة قرار المنع الصادر عن السلطات وتجمعوا للتعبير عن مطالبهم التنموية والاجتماعية. وبحسب شهود عيان، فإن السلطات المحلية، مدعومة بأعوان سلطة، عمدت إلى تفريق المحتجين بطريقة وصفت بـ”البلطجة”، كما تم تسجيل مضايقات في حق عدد من الإعلاميين الذين حاولوا توثيق الأحداث، حيث تم منعهم من التصوير.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن ما يحدث في تاونات مؤشر خطير على تراجع دور المؤسسات الرسمية كوسيط لحل المشاكل والاستجابة لشكاوى المواطنين المتعلقة بالفساد وتدبير الشأن العام. فبينما يبدو أن باقي الأقاليم تنجح في احتواء المشاكل عبر القنوات المؤسساتية، فإن اللجوء الممنهج للمنع والمقاربة الأمنية في تاونات يدفع بالاحتقان نحو الشارع.
وتأتي هذه الأحداث لتزيد من تعقيد المشهد في الإقليم الذي شهد خلال الأسابيع الأخيرة احتجاجات متعددة، كمسيرة ساكنة بوعروس ومطالب بتحسين الوضع الصحي المتردي. وتطرح هذه الوقائع تساؤلات جدية حول أسباب هذا “الاستثناء التاوناتي”، وتضع على المحك قدرة السلطات الإقليمية على فتح حوار جاد بدلا من اللجوء للحلول الأمنية التي تزيد من تفاقم الوضع.
عن موقع: فاس نيوز
فاس نيوز – موقع الجهة الاخباري 24 ساعة موقع اخباري لجهة فاس مكناس منكم و اليكم ننقل الرأي و الرأي الآخر