مرصد المحتوى الرقمي: ديسكورد هو الأداة الجديدة لـ”الثورات المفتعلة” بعد فيسبوك وتويتر

في تحليل أخير له، دق “مرصد المحتوى الرقمي” ناقوس الخطر حول الدور المتنامي لمنصة “ديسكورد”، معتبرا أنها تحولت من مجرد فضاء للعب والتواصل بين الشباب إلى “ساحة علنية للتحريض” وأداة رئيسية في يد ما أسماه “خوارزميات سيليكون فالي” لتأجيج احتجاجات و”ثورات مفتعلة”.
وأوضح المرصد في تقريره أن ديسكورد يمثل الجيل الجديد من المنصات المستخدمة في الحشد والتعبئة، بعد أن لعب فيسبوك وتويتر أدوارا مماثلة في السابق. ويرى التحليل أن جذور المشكلة تكمن في العقلية الربحية لعمالقة التكنولوجيا، حيث تُصمم الخوارزميات بالأساس لزيادة تفاعل المستخدمين إلى أقصى حد، وهو ما يؤدي بشكل غير مباشر إلى استقطاب الخطاب ودفع المستخدمين نحو المحتوى الأكثر تطرفا وإثارة للجدل.
ويشير التقرير إلى أن بنية “ديسكورد” القائمة على الخوادم (servers) المغلقة واللامركزية تجعلها أداة مثالية للتنظيم السري، بعيدا عن الرقابة العامة أو الحكومية. وتوفر هذه الخوادم بيئة خصبة للمجموعات المنظمة لتنسيق تحركاتها، كما حدث مؤخرا في دعوات احتجاجات “جيل Z” التي انطلقت في المغرب، والتي اعتمدت بشكل كبير على قنوات ديسكورد لتبادل النقاشات والمعلومات.
واستشهد المرصد بما حدث في نيبال في شتنبر 2025 كمثال صارخ على القوة التنظيمية للمنصة، فبعد أن حظرت الحكومة 26 منصة تواصل اجتماعي، تحول المحتجون الشباب بشكل كامل إلى ديسكورد، حيث لم يكتفوا باستخدامه للتنسيق اللوجستي للتظاهرات التي أطاحت بالحكومة، بل حولوه إلى ما يشبه “مركز قيادة ثوري” لإجراء استطلاعات رأي لاختيار رئيس وزراء مؤقت للبلاد.
وخلص المرصد إلى أن التكنولوجيا لم تعد مجرد أداة مساعدة للسياسة، بل أصبحت هي “ساحة المعارك السياسية الجديدة”. وحذر من أن ما يميز منصات مثل ديسكورد هو قدرتها على خلق “فقاعات” معزولة تغذي التطرف وتُصعّب من مهمة التحقق من الأخبار، مما يمثل تحديا كبيرا للاستقرار الاجتماعي في مختلف دول العالم.