مرصد المحتوى الرقمي يصعّد تحذيراته: “الذكاء الاصط-ناعي” يُستغل عبر ديسكورد لتوجيه “جيل Z” نحو أجندات خطيرة بالمغرب

في تصعيد جديد لتحذيراته، أعلن “مرصد المحتوى الرقمي” أن ما يشهده المغرب من حراك شبابي عبر منصة “ديسكورد” ليس مجرد تنظيم عفوي، بل هو “استغلال للذكاء الاصطناعي لتوجيه جيل Z لخدمة أجندات خطيرة”.
وبحسب التحليل الذي قدمه المرصد، فإن الأمر يتجاوز مجرد استخدام تطبيق للتواصل، ليدخل في نطاق عمليات التأثير الممنهجة. ويوضح أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تُستخدم لاستهداف وتشكيل توجهات الشباب الذين يعانون من مشاكل اجتماعية أو اقتصادية. ويتم ذلك عبر تحليل بياناتهم وسلوكياتهم الرقمية لاستهدافهم برسائل ومحتويات مصممة خصيصا للتأثير على آرائهم ودفعهم نحو تبني أفكار معينة.
ويشير المرصد إلى أن هذه التقنيات قادرة على خلق “غرف صدى” افتراضية، حيث تعمل روبوتات الدردشة والخوارزميات على تعزيز وجهات نظر محددة وعزل الشباب عن أي آراء مخالفة، مما يرسخ لديهم قناعات قد تكون متطرفة أو تخدم أجندات خارجية. وتتجلى خطورة الأمر، حسب المرصد، في أن هذه العمليات تتم في بيئة “ديسكورد” شبه المغلقة، مما يجعل من الصعب رصدها أو مواجهتها بالطرق التقليدية.
ويضع هذا التحليل الحراك الرقمي لـ “جيل Z” في سياق عالمي أوسع للقلق من استخدامات الذكاء الاصطناعي في التضليل والتلاعب بالرأي العام. فالحكومات حول العالم باتت تنظر بجدية إلى قدرة هذه التقنيات على التأثير في الانتخابات، وتأجيج النعرات الاجتماعية، وخدمة أهداف جهات معادية.
وخلص المرصد إلى أن المواجهة لا يمكن أن تكون أمنية فقط، بل يجب أن تشمل تعزيز الوعي الرقمي لدى الشباب وتنمية التفكير النقدي لديهم، وتطوير استراتيجيات وطنية قادرة على فهم هذه التهديدات الجديدة التي يوظف فيها الذكاء الاصطناعي كأداة في حرب المعلومات.