في ختام تحليله للحراك الرقمي الأخير، دعا “مرصد المحتوى الرقمي” إلى ضرورة تبني “مقاربات متعددة ومتكاملة” للتصدي لما وصفها بـ”الشرارة” الحالية، وحماية “جيل Z” من الاستغلال. وحذر المرصد من أن المطالب الاجتماعية المشروعة، كالداعمة لتحسين قطاعات الصحة والتعليم، تُستخدم كـ”ثغرة” للسيطرة على عقول الشباب وتوجيههم.
ويفسر المرصد بأن الجهات التي تقف خلف حملات التوجيه لا تخترع المشاكل من العدم، بل تعمد إلى تحديد القضايا الحقيقية والمؤلمة التي يعاني منها المجتمع، ثم تستغل حالة الغضب والإحباط الشعبي تجاهها كبوابة للدخول إلى وعي الشباب. وبمجرد كسب تعاطفهم، يتم توجيه طاقاتهم تدريجيا لخدمة أجندات لا علاقة لها بالمطالب الأصلية، وقد تكون خطيرة على استقرار المجتمع.
ولتجاوز هذا التحدي، يشدد المرصد على أن المواجهة الأمنية وحدها غير كافية، وأن حماية الشباب تتطلب استراتيجية وطنية متعددة الأبعاد تشمل:
- معالجة الأسباب الجذرية: الاستجابة السريعة والفعالة للمطالب الاجتماعية والاقتصادية المشروعة للمواطنين، لأن ذلك يسد “الثغرة” ويحصن المجتمع ضد محاولات الاستغلال الخارجي.
- تعزيز التربية الرقمية: إطلاق برامج تعليمية مكثفة في المؤسسات التعليمية لتعزيز مهارات التفكير النقدي لدى الشباب. وتهدف هذه البرامج إلى تمكينهم من التمييز بين المعلومات الموثوقة وحملات التضليل، وفهم آليات عمل الخوارزميات وتأثيرها.
- تفعيل دور الأسرة والمجتمع: تشجيع الحوار المفتوح داخل الأسر حول المخاطر الرقمية، وتوعية الآباء بأدوات الرقابة الأبوية وكيفية متابعة نشاط أبنائهم على الإنترنت بشكل إيجابي.
- تطوير القدرات التقنية: بناء قدرات وطنية في مجال الأمن السيبراني قادرة على رصد وفهم هذه الحملات الموجهة، دون المساس بالحريات الأساسية.
ويخلص المرصد إلى أن حماية “جيل Z” من الاستغلال لا تعني منعهم من التعبير عن آرائهم، بل تقتضي تحصينهم بالوعي والمعرفة، وفي نفس الوقت، بناء مجتمع أكثر عدالة واستجابة لمطالبهم، لقطع الطريق على كل من يحاول استغلال معاناتهم.
فاس نيوز – موقع الجهة الاخباري 24 ساعة موقع اخباري لجهة فاس مكناس منكم و اليكم ننقل الرأي و الرأي الآخر