حقق المنتخب المغربي تحت 20 سنة إنجازًا تاريخيًا يوم 28 سبتمبر 2025 في كأس العالم تحت 20 عامًا المقام في تشيلي، عندما استخدم المدرب محمد الوهابي البطاقة الخضراء لأول مرة في تاريخ منافسات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الرسمية، خلال مباراة المجموعة الثالثة ضد إسبانيا التي انتهت بفوز المغرب بنتيجة 2-0.
البطاقة الخضراء: نظام جديد لتعزيز حيادية التحكيم
البطاقة الخضراء هي قاعدة تجريبية أطلقتها فيفا للمرة الأولى في كأس العالم تحت 20 عامًا 2025، وهي تختلف عن البطاقتين الصفراء والحمراء التقليديتين. تسمح البطاقة للمدربين بطلب مراجعة قرارات التحكيم من خلال نظام دعم الفيديو المبسط المعروف باسم Football Video Support (FVS)، بديل مبسط لتقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) المستخدمة في البطولات الكبرى.
يحق لكل فريق تقديم طلبين فقط في المباراة، تقتصر على مراجعة “الأخطاء الواضحة والصريحة” في أربع حالات محددة: الأهداف، ركلات الجزاء، البطاقة الحمراء المباشرة، وأخطاء في هوية اللاعب. عند استخدام البطاقة، يقوم المدرب بإظهارها فعليًا للحكم بعد صدور القرار، الذي ينتقل بعدها لمراجعة الفيديو في شاشة باركة الملعب ويقرر تثبيت القرار أو تعديله. الجدير بالذكر أن الاعتراضات الناجحة لا تخصم من رصيد التحديات المتبقي للفريق.
اللحظة التاريخية في مباراة المغرب وإسبانيا
خلال لقاء المجموعة الثالثة الذي أقيم في استاد خوليو مارتينيز برادانوس في سانتياغو، كان المغرب متقدمًا 2-0 حين احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح إسبانيا في الدقيقة 78 إثر إعتراض على مخالفة مزعومة ضد اللاعب البديل الإسباني يان فيرجيلي. لم يتردد المدرب المغربي محمد الوهابي في رفع البطاقة الخضراء للطعن بهذا القرار، ليقوم الحكم بعرض اللقطة على شاشة المراقبة.
أسفرت المراجعة عن تأكيد قيام فيرجيلي بمحاكاة المخالفة بدلاً من التعرّض لها فعليًا، مما أدى إلى إلغاء ركلة الجزاء واحتساب بطاقة صفراء للاعب الإسباني. هذه اللقطة لم تحافظ فقط على نظافة شباك المغرب، بل باتت رمزًا لنجاح هذه التقنية في تصحيح الأخطاء في الوقت الفعلي، وأسهمت في فوز المغرب الصادم على إسبانيا.
خلفية وتقييمات حول البطاقة الخضراء
تعتمد هذه التجربة على إطار سابق من المحاولات ذات الصلة، حيث جربت فيفا البطاقة الخضراء في كأس العالم للسيدات تحت 20 عامًا 2024 وكأس المواهب الشابة في زيورخ (Blue Stars FIFA Youth Cup)، ضمن مساعي لتعزيز دقة التحكيم في بطولات الفئات العمرية التي قد لا تتوفر بها بنية تحتية متقدمة لتقنية VAR.
تلقى النظام الجديد ترحيبًا واسعًا من الجماهير ومحللي كرة القدم، الذين رأوا فيه خطوة مهمة نحو العدالة والمساواة في التحكيم، مع مقارنات بولادة نموذج النجاح المغربي في كأس العالم 2022 للمنتخب الأول الذي فاز على إسبانيا في ركلات الترجيح.
بالمقابل، أثار البعض مخاوف من احتمال إبطاء سير المباراة أو استغلال هذه التحديات بشكل مفرط، كما هو الحال في رياضات أخرى مثل التنس أو كرة القدم الأمريكية. فيفا تبقى قائمة على تقييم كل المردودات خلال البطولة الممتدة من 27 سبتمبر إلى 19 أكتوبر 2025، مع إمكانية تعميم التجربة مستقبلاً في البطولات الكبرى حسب النتائج.
ملخص قواعد استخدام البطاقة الخضراء:
| البند | التفاصيل |
|---|---|
| المستخدم | مدرب الفريق فقط، بحد أقصى تحديين في المباراة |
| الحالات الممكن مراجعتها | أهداف، ركلات جزاء، بطاقات حمراء مباشرة، خطأ في هوية اللاعب (أخطاء واضحة فقط) |
| آلية الاستخدام | رفع البطاقة الخضراء بعد القرار، مراجعة الحكم للشاشة |
| نتائج الاعتراض | الاعتراض الناجح لا يخصم التحدي، الفاشل يخصم واحداً |
| الهدف | تحسين الدقة والعدالة في البطولات غير المجهزة بتقنية VAR الكاملة |
هذه التجربة تؤكد حرص فيفا على تطوير تقنيات جديدة تعزز من نزاهة المنافسات، خصوصًا في استحقاقات الشباب، مع توفير حلول تقنية تناسب مستويات مختلفة من البطولة العالمية.
المغرب وبدعم متزايد من الجماهير الإفريقية والعالمية، قد وضع منتخب “شباب الأطلس” اسمه في تاريخ كرة القدم عبر هذه اللحظة، التي قد تشكل بداية لعهد جديد في طريقة تسيير مباريات كرة القدم عالمياً.
عن موقع: فاس نيوز
فاس نيوز – موقع الجهة الاخباري 24 ساعة موقع اخباري لجهة فاس مكناس منكم و اليكم ننقل الرأي و الرأي الآخر