نموذج طلابي يُحتذى به.. منظمو احتجاج ظهر المهراز ينجحون في تأمين المسيرة وتحقيق “صفر ضرر”

برز نجاح المسيرة الطلابية الأخيرة بظهر المهراز في فاس ليس فقط في حجمها أو طبيعة مطالبها الاجتماعية، بل وفي القدرة التنظيمية العالية التي أظهرها الطلبة المنظمون، الذين تمكنوا من تأمين سلامة المشاركين والممتلكات العامة والخاصة، مقدمين نموذجاً راقياً في الاحتجاج السلمي.
فمنذ انطلاق المسيرة، لوحظ الدور الفعال للجنة المنظمة الطلابية التي شكلت دروعاً بشرية على امتداد مسار الاحتجاج، مهمتها الأساسية كانت منع أي احتكاك مع المارة أو أصحاب المحلات التجارية، والتصدي لأي محاولة قد تؤدي إلى إتلاف الممتلكات. وقد نجح هؤلاء المنظمون في الحفاظ على انضباط المشاركين، وتوجيه الشعارات لتبقى في إطارها الاجتماعي بعيداً عن الاستفزاز.
هذا الأسلوب الحضاري في التنظيم الذاتي عكس وعياً طلابياً متقدماً، حيث أثبت المنظمون أن إيصال الصوت لا يتطلب الفوضى، بل يمكن أن يتحقق عبر التسيير المحكم الذي يحمي الأرواح والممتلكات أولاً. وقد ساهم هذا النهج في كسب تعاطف الساكنة التي تابعت المسيرة بارتياح، كما سهل مهمة القوات الأمنية التي اقتصر دورها على المواكبة والتأمين عن بعد دون الحاجة لأي تدخل مباشر.
وبهذا النجاح، قدم طلبة ظهر المهراز درساً عملياً في كيفية ممارسة الحق في الاحتجاج بمسؤولية، مؤكدين أن قوة المطالب تكمن في سلمية عرضها وفي القدرة على حماية الفضاء العام الذي يحتضنها.