مغديش يعجبك الحال : هل الأزمة الحقيقية بفاس هي “البطالة” أم “البطاليون”؟.. خبراء يفرقون بين المفهومين…

في عمق النقاش حول الشغل بفاس، يطرح عدد من الخبراء والمحللين الاقتصاديين مفهوماً جديداً وصادماً، معتبرين أن المدينة لا تعاني بالضرورة من “البطالة” كظاهرة اقتصادية بحتة، بقدر ما تعاني من إشكالية “البطاليين” كعقلية وسلوك.
ويوضح هؤلاء الخبراء أن “البطالة” تعني غياب فرص الشغل الكافية، وهو أمر قد يكون موجوداً بنسب متفاوتة. لكن إشكالية “البطاليين” هي ظاهرة أكثر تعقيداً تتعلق بفئة من الباحثين عن عمل الذين يتسلحون بدبلومات وشواهد، لكنها للأسف لا تعكس كفاءة حقيقية أو مهارات عملية يحتاجها السوق. ويلمح المتتبعون إلى أن بعض هذه الشواهد قد يتم الحصول عليها بطرق مشبوهة، لتكون النتيجة “دبلوم في الجيب وعقل فارغ”.
ويضيف المحللون أن هذه الفئة، عند مواجهتها بصعوبة الاندماج في سوق الشغل الذي يختبر الكفاءة لا الأوراق، تلجأ إلى تبني خطاب الضحية وترديد شعار “البطالة” كشماعة تعلق عليها فشلها في إثبات الذات. هذا الخطاب يخفي حقيقة أساسية وهي أن الشركات بفاس تبحث بجد عن الكفاءات الحقيقية وتجد صعوبة في العثور عليها.
إن التفريق بين “البطالة” و”البطاليين” ليس جلداً للذات، بل هو دعوة للوضوح. فالحل لا يكمن فقط في خلق مناصب شغل، بل في التأكد من أن منظومتنا التعليمية والتكوينية تنتج كفاءات حقيقية لا مجرد حاملي شهادات. كما يتطلب الأمر من الباحث عن عمل أن يقوم بنقد ذاتي ويسأل نفسه بصدق: هل أنا عاطل لغياب الفرص، أم لأنني لا أملك المهارات التي تجعلني أستحقها؟

رأي المدير السابق لفاس نيوز.

المصدر : فاس نيوز