توجه مبعوثان للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم السبت، إلى مصر لاستكمال المباحثات المتعلقة بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، بحسب ما أعلنت البيت الأبيض بعد أن أعلن حركة حماس استعدادها للإفراج عنهم.
وفي الوقت نفسه، أعلنت الجيش الإسرائيلي استمرار عملياته في الأراضي الفلسطينية رغم نداءات ترامب وعائلات الرهائن بوقف القصف فوراً.
وفقاً لمسؤول في البيت الأبيض، من المقرر أن يزور المبعوث ستيف ويتكوف، وصهر ترامب جاريد كوشنر، مصر يوم السبت لاستكمال تفاصيل خطة انتهاجها الرئيس الأمريكي في أواخر سبتمبر، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة.
في المقابل، أفادت قناة “القاهرة نيوز” المرتبطة بأجهزة الاستخبارات المصرية، أن إسرائيل وحماس سيعقدان محادثات غير مباشرة في القاهرة يومي الأحد والإثنين “لدراسة ترتيب ظروف ميدانية من أجل تبادل جميع الأسرى والسجناء”، في إشارة إلى الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل والذين يُفترض أن يتم الإفراج عنهم ضمن الاتفاق.
وتُعد مصر من الدول الوسيطة التي تسعى لإنهاء الحرب في قطاع غزة، التي اندلعت عقب الهجوم غير المسبوق لحماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وحذر ترامب حماس يوم السبت من أنه “لن يتسامح مع أي تأخير” في تنفيذ خطته.
وكانت حركة حماس قد أعلنت يوم الجمعة استعدادها لبدء مفاوضات فورية للإفراج عن الرهائن الذين تم اختطافهم في 7 أكتوبر، وإنهاء الحرب التي تدمر قطاع غزة منذ ما يقرب من عامين، في إطار الخطة الأمريكية.
ودعا الرئيس الأمريكي إسرائيل إلى “وقف القصف فوراً في غزة ليتمكن الجميع من إخراج الرهائن بسرعة وأمان”.
لكن ما لا يقل عن 31 شخصاً قُتلوا صباح السبت في ضربات إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، حسب مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سلمية.
وأوضح محمد أن 26 من القتلى كانوا في مدينة غزة شمال القطاع، حيث شن الجيش الإسرائيلي هجوماً واسع النطاق في 16 سبتمبر دفع مئات الآلاف للنزوح.
وأشار محمد المغيري، مسؤول الدفاع المدني – الذي يعمل تحت سلطة حركة حماس – إلى أن “شدة الضربات الإسرائيلية على غزة لم تتغير، مع ضربات جوية ونيران مدفعية وطائرات مسيرة”.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه يواصل عملياته في مدينة غزة، محذراً السكان من الاقتراب من المنطقة.
يسيطر الجيش الإسرائيلي حالياً على حوالي 75% من قطاع غزة، ويسعى للسيطرة على مدينة غزة التي يعتبرها الحصن الأكبر لحماس.
وفي إسرائيل، رحب “منتدى عائلات الرهائن” بالطلب الأمريكي بوقف الحرب فوراً.
وفي غزة، أبدى السكان ترحيبهم بنداء الرئيس الأمريكي، معتبرين أنه “الشخص الوحيد القادر على إجبار إسرائيل على الطاعة ووقف الحرب”، بحسب سامي عداس، وهو رجل في الأربعينيات يعيش مع عائلته في خيمة بغرب غزة.
وتنص الخطة الأمريكية على وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن خلال 72 ساعة، وانسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من غزة، ونزع سلاح حماس ونفي مقاتليها.
كما تشمل إنشاء سلطة انتقالية من technocrats تحت إشراف ترامب، ونشر قوة دولية، مع استبعاد أي دور لحماس “في حكم غزة”.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأييده لخطة ترامب التي أعلن عنها أواخر سبتمبر، غير أنه أكد أن الجيش سيظل متواجداً في أغلب مناطق الأراضي الفلسطينية.
وقال حماس في بيان يوم الجمعة إنها مستعدة للإفراج عن جميع الرهائن الأحياء وتسليم جثث القتلى مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين، كما وافقت على مفاوضات فورية حول “تفاصيل” عمليات الإفراج.
لكن الحركة لم تذكر قضية نزع السلاح وأكدت مشاركتها في مناقشة مستقبل غزة.
وفي السبت، أفاد قيادي في حماس بأن الحركة مستعدة لبدء مفاوضات “لحل جميع القضايا”.
تم اختطاف الرهائن خلال الهجوم غير المسبوق لحماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، الذي أشعل الحرب في غزة. وتوعدت إسرائيل بتدمير حماس وتنفي أي دور لها في فترة ما بعد الحرب.
أسفر هجوم 7 أكتوبر عن مقتل 1,219 إسرائيلياً، معظمهم مدنيون، حسب إحصائية لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات رسمية. ومن بين 251 شخصاً اختطفوا في ذلك اليوم، ما زال 47 رهائن في غزة، بينهم 25 قضوا حسب الجيش الإسرائيلي.
وفي المقابل، أسفرت الهجمات الإسرائيلية على غزة عن سقوط ما لا يقل عن 67,074 قتيلاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لإحصاءات وزارة الصحة التابعة لحماس التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
فاس نيوز – موقع الجهة الاخباري 24 ساعة موقع اخباري لجهة فاس مكناس منكم و اليكم ننقل الرأي و الرأي الآخر