من العاصمة العلمية إلى أزمة السلامة الصحية: واقعة اللحوم بفاس تفتح ملف غياب مراقبة سلسلة التوزيع

بعد الضجة التي أحدثتها صور اللحوم المتروكة على قارعة الطريق، تجاوز النقاش في مدينة فاس مجرد إدانة حادثة معزولة ليطرح أسئلة أعمق حول مدى فعالية منظومة المراقبة الصحية للحوم ومنتجاتها في مدينة بحجم وقيمة العاصمة العلمية للمملكة.
الواقعة، التي كشفت عن وضع كميات من اللحوم النيئة في ظروف تفتقر لأدنى معايير النظافة والسلامة، لم تعد تُرى كخطأ فردي، بل كعَرَضٍ لخلل محتمل في سلسلة التوزيع والمراقبة بأكملها. ويتساءل مواطنون ومهتمون عن دور المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA) والسلطات المحلية في ضمان وصول اللحوم إلى المستهلك بشكل آمن، بدءاً من المجازر المعتمدة، ومروراً بالنقل في شاحنات مبردة، وانتهاءً بظروف العرض لدى الجزارين.
ويشدد خبراء في السلامة الغذائية على أن تعريض اللحوم للحرارة والغبار وعوادم السيارات يرفع بشكل كبير من خطر تكاثر البكتيريا الضارة، مما قد يؤدي إلى حالات تسمم غذائي جماعي، وهو ما يمس مباشرة بالأمن الصحي للمواطنين والسياح على حد سواء. هذه الحادثة تدق ناقوس الخطر وتطالب بتحرك جاد يتجاوز الإجراءات الظرفية، ليشمل حملات مراقبة صارمة ومستمرة على كافة نقاط سلسلة توزيع اللحوم بالمدينة، حفاظاً على صحة الجميع وصوناً لصورة فاس كوجهة حضارية رائدة.

عن موقع: فاس نيوز