الرباط – 1 نوفمبر 2025 – كشف ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، لأول مرة عن كواليس القرار التاريخي الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي مساء الجمعة 31 أكتوبر 2025، والذي يُعد ترسيخاً لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كأساس وحيد لتسوية النزاع حول الصحراء المغربية. وصف بوريطة الدور المحوري الذي لعبه جلالة الملك محمد السادس في هذه العملية، مشدداً على أن “المتابعة اليومية من قبل جلالة الملك كانت حاسمة، حيث تم الحسم بتدخل مباشر من جلالته وتفاعل مباشر مع قادة بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن”.
وفي تصريحات حصرية أدلى بها لوسائل إعلامية مغربية، أكد بوريطة أن هذا القرار لم يكن مجرد نص قانوني، بل نتاج دبلوماسية ملكية متبصرة أشرف عليها الملك محمد السادس شخصياً، مما أدى إلى تحول نوعي في المواقف الدولية. وأوضح أن السنة 2024 شهدت تطورات تاريخية في الملف، بفضل التوجيهات السديدة والانخراط المباشر لجلالة الملك، الذي أضفى زخماً دبلوماسياً غير مسبوق.
كواليس المفاوضات: متابعة يومية وتدخل حاسم
أفصح بوريطة عن أن الدبلوماسية المغربية عملت بكثافة خلال الأسابيع الأخيرة، مع متابعة يومية من القصر الملكي لكل التطورات في نيويورك. وفقاً لتصريحاته، كانت المفاوضات على مسودة القرار الأمريكي تواجه عقبات، لكن التدخل المباشر للملك محمد السادس، من خلال اتصالات هاتفية وتبادلات رسمية مع قادة دول رئيسية مثل الولايات المتحدة وفرنسا، أدى إلى حسم النقاط المعقدة. “كان جلالة الملك يتابع كل تفاصيل الجلسات، وتفاعله المباشر مع الزعماء أكد الالتزام بالحل الواقعي، مما منع أي تأويلات تعرقل التقدم”، أضاف بوريطة.
يأتي هذا الكشف في سياق قرار مجلس الأمن الذي حظي بتأييد 11 عضواً، مع امتناع روسيا والصين وباكستان، ودعا الأطراف إلى مفاوضات جادة دون تأخير. رحب الملك محمد السادس بالقرار في خطابه، واصفاً إياه بـ”فتح جديد في مسار ترسيخ مغربية الصحراء”، مشدداً على أن “ما بعد 31 أكتوبر لن يكون كما قبله”، وداعياً إلى حوار مع الجزائر لإنهاء النزاع بعد 50 عاماً.
التأكيد على الدور الملكي والدبلوماسي
أبرز بوريطة أن الدبلوماسية الملكية هي السبب الرئيسي في الزخم الذي يعرفه الملف، مع تغييرات في مواقف دول كبرى مثل فرنسا، التي جددت اعترافها بمغربية الصحراء عبر رسالة من الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الملك. كما شدد على اتفاق المغرب وروسيا على عدم تأويل القانون الدولي بطريقة تعرقل التسوية، مشيراً إلى أن روسيا، كرئيس لمجلس الأمن في أكتوبر، أخذت بعين الاعتبار الدينامية الجديدة بفضل الجهود الملكية.
وأكد الوزير أن هذا النجاح يعزز من مكانة المغرب إقليمياً ودولياً، مع التركيز على النموذج التنموي الجديد في الأقاليم الجنوبية، الذي يُعد ركيزة أساسية في دعم المقترح المغربي. “القرار يُعد تتويجاً للنضال الوطني، ويفتح آفاقاً للاستقرار في المنطقة”، ختم بوريطة قائلاً.
تابعونا لتحليلات إضافية حول تداعيات هذا القرار وجلسة مجلس النواب المغربي يوم الإثنين.
عن موقع: فاس نيوز
فاس نيوز – موقع الجهة الاخباري 24 ساعة موقع اخباري لجهة فاس مكناس منكم و اليكم ننقل الرأي و الرأي الآخر