سبب إضراب حافلات النقل العمومي الذي بدأ يوم 1 غشت و مازال مستمرا لحد الساعة فوضى كبيرة في العاصمة و المدن المجاورة كونها وسيلة النقل الرئيسية لعدد كبير من المواطنين و إذا كان وضع النقل مترديا أساسا خاصة مع قلة عدد الحافلات و اكتظاظها و مشكل ازدحام الطرق فبالإمكان تخيل ما آل إليه الوضع حين تم توقيف الحافلات نهائيا و ترك المواطنين ليعانوا الأمرين للوصول إلى مقر عملهم إضافة إلى التأخير الذي لا يمكن تفاديه في ظل الظروف الراهنة و هذا الإضراب المفتوح لم يعلن عنه أصلا فحتى صباح يوم الاثنين كان المواطنون ينتظرون أمام محطات الركوب كالعادة قبل أن تمر الساعات الطويلة في الانتظار و تبدأ الهمهمات في تأكيد الخبر : راه الطوبيسات دايرين إضراب لتبدأ رحلة البحث المضنية عن ”خطاف” ينقذ ما يمكن إنقاذه بعد أن تمت إضاعة نصف يوم من انتظار ”طوبيس ” لن يأتي. و يمكن لهذا الخطاف بطبيعة الحال أن يكون أي شخص و يمكنه أن لا يكون حاملا حتى لرخصة سياقة و يمكنه أن يطلب أي أجر يريده، يمكن للمواطن أن يقبل بكل هذا فقط ليصل إلى مقر عمله أو إلى المستشفى أو الامتحان أو مقابلة العمل التي لن تتأجل…مما يجعله كمن يرمي بنفسه للمجهول متجاهلا كل تلك التحذيرات و الحوادث التي سمع عنها في السابق من حالات سرقة إلى حوادث سير أودت بحياة راكبين كانوا مثله لم يجدوا من حل أخر أمامهم للوصول إلى وجهاتهم من حق حافلات النقل بطبيعة الحال أن تقوم بالإضراب و من حقها أن تكون لها مطالب إلا أن من حق المواطنين عليها أيضا أن تعلمهم بوقت كاف حتى يتسنى لهم الاستعداد و أخذ الاحتياطات اللازمة فالإضراب حق إلا أن الإخبار عنه واجب.