حازت السيارة الكهربائية “تراسير Tracer”، التي أنتجتها شركة “بيرافيس Peraves” السويسرية، على جائزة مسابقة الابتكارات التكنولوجية التي تمنحها الحكومة الأمريكية، وهي الجائزة الوحيدة التي مُنحت لشركة أجنبية بجانب شركتيْـن مصنّـعتين أمريكيتين

حازت سيارة “تراسير Tracer” الكهربائية جائزة مسابقة الابتكارات التكنولوجية

 

وشهدت العاصمة الأمريكية واشنطن يوم الخميس 16 سبتمبر مراسيم تكريم شركة “Peraves” وسيارتها تراسير، بعد فوزها في المسابقات التي دامت لعدة أشهر والتي شاركت فيها 111 فرقة، مثلتها 136 سيارة خضعت لسلسلة من الاختبارات الطرُقية والمختبرية.

ويُـشار إلى أن الشركة التي مقرّها مدينة فينترتور السويسرية، نالت الحظوة ضِـمن فئة المركبات الترادفية البديلة، أي المركبات ذات مقعديْـن مترادفيْـن، والتي تعمل بالطاقة البديلة. وبناء على ذلك، ستتقاسم الجائزة التي قدْرها 10 ملايين دولارا، مع الشركتيْـن الأمريكيتيْـن الفائزتيْـن ضِـمن الفئتيْـن الأخْـرييْـن.

وبالإضافة إلى حصول شركة بيرافيس على مكافأة مالية قدرها 2,5 مليون دولار، سيشملها برنامج الحكومة الأمريكية الدّاعم لتسويق المركبات التي تعمل بالطاقة الخضراء.

من أجل حماية كوكبنا

وفي تصريح لـ swissinfo.ch، قال روجير ريدينير، قائد تراسير وصاحب شركة بيرافس: “إنه لَـشرف عظيم بالنظر إلى أننا كُـنا قبل ذلك محرومين من المشاركة في المسابقات، بحجّـة أن تراسير لا ينطبق عليها وصْـف السيارة ولا وصْـف الدراجة النارية”.

وأضاف: “الجيِّـد، أن جائزة إكس برايز – X Prize – تتيح فرصة المنافسة الميدانية، بحيث يمكن لكل مركبة أن تقيس نفسها بحسَـب المركبات الأخرى، ناهيك أن هذه الجائزة تُـعتبر أفضل الجوائز تمويلا في تاريخ السيارات”.

وقد قام ريدينير وسط فريقه المرافق باستلام صكّ بقيمة جائزته، وكان من بين الحضور في الاحتفال كل من نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي والنائب إيد ماركي، رئيس لجنة البيئة في المجلس وجون هولدرن، مدير مكتب العلوم والتكنولوجيا في البيت الأبيض والسفير السويسري في واشنطن أورس سيزفيلر.

وفي المناسبة، قالت نانسي بيلوسي بأن: “كل الفِـرق الحاضرة، عملت من أجل تسريع الزّمن ومن أجل حماية كوْكبنا”، كما أشاد إيد ماركي بالفائزين ومن بينهم شركة بيرافيس، وأشار إليهم بالقول: “هؤلاء رُوّاد تغيير العالم”.

لا للتبعيّة المُـدمِّرة

وأوعز إيد ماركي إلى أنه: “قد حان الوقت لوضع حدٍّ لاعتمادنا – المُـدمّر – على النّفط، والتخلّـص من التبعية للطاقة غيْـر المستدامة، لاسيما وقد رأينا عواقبها الوخيمة على البيئة من خلال بُـقعة النفط التي تسرّبت من المنصّـة النفطية لشركة بريتِـش بتروليوم”.

وتجدُر الإشارة إلى أن النائب إيد ماركي، هو صاحب مشروع قانون أمريكي يهدِف إلى تشجيع تطوير وتسويق السيارات الكهربائية. ومن جانبه، قال أورس سيزفيلر بأن فوز السيارة تراسير يبيِّـن مدى ارتقاء سويسرا إلى مستوى القرن 21. وأضاف السفير: “نحن أكثر من مجرّد الاشتهار في صناعة الأجبان والشوكولاطة والساعات والبنوك، وهذا الفريق من المُـبدعين، هو خير شاهد”.

ومع أن مقر شركة بيرافيس موجود في سويسرا وتحديدا في مدينة فينترتور، بالقرب من مدينة زيورخ، إلا أنها شقّـت طريق العولمة. ففي حين ليس لها سوى ثمانية موظفين في سويسرا، فإن لها حوالي 40 موظفا في الولايات المتحدة و16 موظفا في الجمهورية التشيكية.

صناعة يدوية

وبدوره نَـوّه روجير ريدينير إلى أنه “لو قيل ماذا يوجد من صناعة سويسرية في السيارة تراسير، لَـقيل هو نفس حال سيارة “بورش”، حيث تقوم الشركة الألمانية بتصنيع بعض سياراتها في سلوفاكيا وفنلندا، وتنتج جميع محرّكاتها في المجر”.

وأوضح ريدينير بأن سيارة تراسير، هي صناعة يدوية بالكامل وأن إنتاج نسخة أخرى منها سيحتاج إلى 700 ساعة عمل وأن تكلفة اليد العاملة في سويسرا 100 فرنك في الساعة، لذلك، كان لابد لنا من ترحيل الإنتاج”، الأمر الذي اقتضى أن تكون الشؤون الإدارية والهندسية، حيث مقرّ الشركة في فينترتور، وأن يتم تصنيع الهياكل في جمهورية التشيك وأن يكون التجميع في ولاية كاليفورنيا والتوزيع في ولاية فرجينيا الأمريكيتيْـن.

وبحسب صاحب ومدير شركة بيرافيس: “اليَـد العاملة في الولايات المتحدة أقل كُـلفة بكثير عمّـا هو في سويسرا، وهي تختلف من ولاية إلى أخرى، ولكنها في العموم تُـعادل ما بين 30 و50 فرنكا سويسريا على الساعة”.

وعلى الرغم من ترحيل الانتاج، إلا أن كُلفة النسخة الأصلية من السيارة الكهربائية تراسير قد وصلت إلى 99 ألف دولار، وهي تكلفة معقولة بالمُـقارنة مع العديد من المنافسين، كما على سبيل المثال سيارة “تيسلا Tesla” الأمريكية، التي تُـباع بما لا يقل عن 120 ألف دولار.

عام من الرِّبح

وفي نفس السياق، ذكر روجير ريدينير قائلا: “تُـعتبر سنة 2010 أول سنة تحقِّـق فيها شركتنا أرباحا، حيث باعت خلالها بيرافيس 36 سيارة تراسير الكهربائية”. أما عن نوعية المشتَـرين، فقد قال ريدينير: “هم من فئة الذكور الذين تتراوح أعمارهم ما بين 45 و55 عاما وممّـن يشغلون المناصب الإدارية العُـليا أو من أرباب الشركات، وربما من عشاق بورش أو فيراري، ممّـن كانوا أيام صِـباهم يركبون الدراجة النارية”.

وألمح إلى أن 8 سيارات تراسير من بين الـ 36 التي بيعت هذا العام، كانت من نصيب السوق الأمريكية، حيث لا يزال الأغنياء، على ما يبدو، يحتفظون بقوتهم الشرائية رغْـم الرّكود الاقتصادي.

كما أن البلاد تنتابها موجة من الشعور المتزايد بضرورة إيجاد البديل عن محرّك الاحتراق الداخلي، لاسيما وأن “الأمريكيِّـين لديْـهم تلوّث بيئي يبلغ ضعفَـي أو ثلاثة أضعاف ممّا هو متواجد لدى الأوروبيين، ولذلك، فإن حاجتهم إلى البديل أكبر وتحوّلهم إليه أسْـرع”.

ويطمح ريدينير إلى زيادة مبيعاته وكسْب عملاء جُـدد، ولذلك، سيقوم قبل أن يعود قافلا إلى سويسرا، بالمشاركة بسيارته تراسير في معرض سانتا مونيكا للسيارات البديلة، الذي يُـعقد في مدينة لوس أنجليس الأمريكية.