طالبت الأكاديمية البريطانية للعلوم الطبية بوضع قواعد أكثر وضوحا وصرامة لتنظيم التوسع الكبير في إجراء التجارب على الخلايا أو الجينات البشرية المزروعة في حيوانات.

 

مطالبات بتشديد قواعد إجراء التجارب على الحيوانات في بريطانيا

وقالت الأكاديمية إنه بالرغم من الاعتراف بحقيقة أن مثل تلك التجارب ضرورية للأبحاث الطبية، إلا أنها قد تتمخض عن نشوء قضايا أخلاقية تتطلب هيئة حاكمة من الخبراء للنظر فيها.

 

وأكدت الأكاديمية أن تجارب مثل “كاتالوج 3” التي أجريت على أمخاخ القرود، وأدت إلى أنماط سلوكية في هذه الحيوانات شبيهة بأنماط السلوك البشري، ينبغي أن تحظر بصورة كاملة.

وأعلنت الحكومة البريطانية أنها ستنظر بصورة جدية في توصيات الأكاديمية.

أبحاث السرطان

ويذكر أن استخدام خلايا بشرية في أجساد الحيوانات قد أسهم في دفع الأبحاث الطبية خطوات واسعة للأمام، وخاصة فيما يتعلق بعلاج الأمراض المستعصية كالسرطان.

فباستخدام خلايا منتزعة من الثدي البشري المصاب بالسرطان وحقنها في فئران التجارب أتاح للعلماء تطوير عقار مضاد لسرطان الثدي هو الآن قيد الإختبار.

كما أن الفئران المصابة بالسكتة الدماغية أظهرت تحسنا في وظائف أمخاخها عندما حقنت بخلايا عصبية بشرية، وقد بلغت تلك التجربة مرحلة الاختبار العملي على البشر في المستشفيات.

أما الفئران التي حقنت بمصل أصابها بمرض متلازمة “داونز” فقد خضعت لتجارب علاجها باستخدام “جين” بشري مما أسهم في تحسين معرفة العلماء عن تلك المتلازمة.

ولكن الأكاديمية تقول إنها تتوقع زيادة كبيرة في عدد الأبحاث التي تجرى على الحيوانات وتكون الخلايا البشرية أحد مكوناتها.

وتخشى الأكاديمية من أن بعض التجارب الجديدة يكون غامضا في طبيعته إلى الدرجة التي تسمح بالإفلات من القواعد المنظمة الحالية.

وعلى سبيل المثال فإنه في حالة التجارب التي تجرى على جنين بشري حقنت فيه خلايا حيوانية، تنص القواعد الحالية على أنه لا يسمح لذلك الجنين أن يعيش أكثر من 14 منذ بدء التجربة، ولكن في حالة أذا كان الجنين مأخوذا من حيوان تجارب وحقنت فيه خلايا بشرية فإنه لا توجد قواعد منظمة على الإطلاق.

ويذكر أن التجارب على الحيوانات في بريطانيا تخضع لإشراف لجنة قواعد أبحاث الحيوان وهي تابعة لوزارة الداخلية .