اعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي انه سينقل لجنته التنفيذية الى طرابلس لممارسة مهام الادارة الحكومية في ليبيا، وتزامن ذلك مع تقدم قوات المجلس

المجلس الوطني يعلن انتقال لجنته التنفيذية الى طرابلس وقواته تسيطر على معظم احيائها

 في السيطرة على بعض جيوب مقاومة الموالين للقذافي في عدد من احياء العاصمة الليبية

وقال علي الترهوني المسؤول عن الامور المالية والنفطية في المجلس في تصريحات صحفية انه يعلن بدء استئناف عمل اللجنة التنفيذية للمجلس الانتقالي في طرابلس.

وتواصل قتال عنيف وسط العاصمة الليبية بعد هدوء نسبي صباح الخميس، وافاد مراسل لوكالة رويترز بأن مجاميع من قوات المجلس الانتقالي اقتحمت حي "ابو سليم" في طرابلس الذي يعد احد المعاقل الرئيسية للقوات المؤيدة لمعمر القذافي في العاصمة بعد ضربة جوية من حلف الاطلسي لمبنى في المنطقة.

كما دارت المعارك قرب فندق كورانثيا الواقع على بعد عدة مئات من الامتار من وسط البلدة القديمة في طرابلس قرب البحر، وعلى بعد نحو ستة كيلومترات من فندق ريكسوس، حيث افرج عن ثلاثة وثلاثين صحفيا بعد احتجازهم لمدة ثلاثة ايام على ايدي مسلحين موالين للقذافي.

وافاد المراسلون بوجود معارك شوارع ورصاص قناصة، حولت وسط المدينة الى مكان متوتر ومهجور.

ويقول مراسل بي بي سي انهم شاهدوا أدلة على حالات تعذيب وحالات قتل نفذت على عجل تتهم كتائب القذافي بالمسؤولية عنها.

وافاد مراسل رويترز من حي "ابو سليم" ان القتال دار من منزل الى اخر وان الافا من مقاتلي المجلس الانتقالي اجتاحوا المنازل والشوارع الجانبية لطرد القناصة والقوات الموالية للقذافي.

واوضح انه شاهد شاحنتين صغيرتين تحملان مقاتلين موالين للقذافي تم اسرهم. فضلا عن محاولة عدد كبير من سكان الحي الخروج بسياراتهم مع تقدم قوات المعارضة الى هذه "الضاحية الفقيرة التي يحظى فيها القذافي بتأييد قوي".

فيما دعا القذافي في تسجيل صوتي جديد بثته قناة "الرأي" التي تبث من سورية انصاره الى الزحف على العاصمة طرابلس والقضاء على مقاتلي المجلس الانتقالي الذين وصفهم بـ "الجرذان" وتحريرها منهم.

ويقول مراسل بي بي سي في طرابلس ان مقاتلي المجلس الانتقالي سيطروا بالفعل على معظم ارجاء مجمع باب العزيزية في طرابلس، المقر السابق للقذافي وقوة حمايته.

وعلى الرغم من عدم وجود زعامة سياسية واضحة لم تسجل الا حالات قليلة للسلب والنهب في العاصمة.

الاموال المجمدة

وأعلن دبلوماسيون في الامم المتحدة ان مجلس الامن الدولي وافق الخميس على الافراج عن 1.5 مليار دولار من الارصدة الليبية المجمدة وذلك بهدف تمويل مساعدات انسانية عاجلة وغيرها من الاحتياجات في البلاد.

وجاء هذا القرار بعد التوصل الى اتفاق بين الولايات المتحدة الامريكية وجنوب افريقيا التي عارضت قرارا قدم لمجلس الامن لاطلاق اموال ليبية مجمدة وتسليمها الى المجلس الوطني الانتقالي.

وكانت الولايات المتحدة قد تقدمت بقرار الى مجلس الامن لفك الحجز على الاموال الليبية المجمدة من قبل لجنة العقوبات في الامم المتحدة وقد عرقلت الممانعة الجنوب افريقية اصداره.

ويقول دبلوماسيون ان في ضوء الاتفاق الجديد لن يكون على الولايات المتحدة ان تطلب تصويتا في مجلس الامن، بل سيتم مباشرة الافراج عن هذه الاموال

ولم يعترف الاتحاد الافريقي وجنوب افريقيا بعد بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، وترى جنوب افريقيا ان رفع الحظر المفروض على الارصدة الليبية واعطائها الى المجلس الوطني الانتقالي الليبي يعني اعترافا ضمنيا به.

التوجه نحو سرت

ويركز مقاتلو المجلس الانتقالي زحفهم على مدينة سرت مسقط رأس القذافي الواقعة بين طرابلس وبنغازي.

وكانت وحدات من القوات المنضوية تحت قيادة المجلس الوطني الانتقالي قد تحركت قبل ذلك شرقا نحو مدينة سرت، مسقط رأس ومعقل العقيد معمر القذافي، بعد ان كرست سيطرتها على معظم انحاء طرابلس، وقضت على معظم جيوب العناصر المقاومة الموالية للعقيد القذافي.

وتبادلت هذه القوات نيران الصواريخ مع ما يقرب من ألف عنصر من الموالين للقذافي في الطريق الى سرت، التي تبعد قرابة 360 كم الى الشرق من طرابلس، وطلبوا الدعم والامداد لتعزيز هجومهم المرتقب على سرت.

ويسيطر الموالون للقذافي بقوة على سرت، وعلى مدينة سبها التي تقع في عمق الصحراء جنوبي البلاد.

في هذه الأثناء دعا رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل كل الليبيين الذين ما زالوا تحت سيطرة القذافي الى "الانضمام الى الثورة".

وقال انه يرحب بأي محادثات مع اي جماعة في المناطق التي ما زالت تحت سيطرة القذافي حقنا لمزيد من الدماء.

وفي سياق جهود القبض على القذافي، قال المجلس الوطني الانتقالي يوم الاربعاء انه يعرض مكافأة قدرها 1.3 مليون دولار والعفو عن أي فرد يسلم العقيد حيا أو ميتا.