أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما السبت حالة الطوارئ في المناطق الواقعة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة استعداداً لمواجهة الإعصار إيرين الذي رجح المرصد الأميركي للأحوال الجوية أن تتجاوز سرعة رياحه أربعمائة كيلومتر في الساعة
وأصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه إن الرئيس أوباما -الذي قطع عطلته وعاد لواشنطن- أعلن حالة الطوارئ في ولايتيّ فيرجينيا وماساتشوستس، وأمر بتقديم مساعدات فدرالية لدعم الجهود المحلية لمواجهة الظروف الناتجة عن الإعصار، مما يخول وزارة الأمن الداخلي وغيرها من المؤسسات الفدرالية تنسيق أعمال الإغاثة.
كما أعلن عمدة واشنطن فينسينت غراي حالة الطوارئ، فيما حذر المدير بالمركز القومي للأعاصير، بيل ريد من أن "بقية منطقة الساحل الشرقي تقع كلها في طريق العاصفة".
وحذر الرئيس أوباما أمس من أن عواقب الإعصار قد تكون تاريخية.
وكان الإعصار قد وصل في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة إلى ولاية كارولاينا الشمالية بعدما ضرب أمس جزر الباهاما إلى الجنوب الشرقي من فلوريدا، حيث قتل خمسة أشخاص على الأقل.
وتسبب الإعصار في هياج حركة الأمواج على طول ساحل كارولاينا الشمالية، وتصاحبه رياح تصل سرعتها إلى 155 كيلومترا في الساعة.
ويقترب الإعصار إيرين حاليا من نيويورك التي أعلنت سلطاتها إغلاق خمسة مطارات أمام الرحلات القادمة إلى الولاية ابتداءً من صباح اليوم السبت، فيما ستبقى مطارات كينيدي ولاجوارديا مفتوحة أمام الرحلات المغادرة.
وأمر عمدة مدينة نيويورك مايكل بلومبرغ في إجراء لم يسبق له مثيل بإجلاء نحو 250 ألف شخص من المناطق المنخفضة في المدينة، فيما حذرت السلطات من حصول انقطاع في الكهرباء وفيضانات قد تؤدي إلى إغراق محطات قطارات الأنفاق.
وأجبر الإعصار عروض وحفلات وأحداث رياضية في نيويورك على التوقف. كما ألغت شركات طيران قرابة سبعة آلاف رحلة جوية مطلع الأسبوع.
تحذير
وحذرت السلطات الفدرالية ومسؤولو مدينة نيويورك -ذات المباني الشاهقة والكثافة السكانية العالية– في وقت سابق من أن نيويورك قد تكون الأكثر تضررا من الإعصار وخصوصا أنها معرضة لأمطار شديدة ورياح واحتمال غرق بعض الشواطئ المنخفضة وتحطم النوافذ الزجاجية في المباني المرتفعة، وهو ما يمثل كارثة بيئية في أميركا.
وقال مراسل الجزيرة ناصر الحسيني في وقت سابق إن الإعصار إيرين يعتبر أخطر من غيره إذ إن عرض الإعصار يبلغ 150 ميلا، مشيرا إلى أن الخوف الأكبر هو من سرعة الرياح وكمية الأمطار الغزيرة المتوقعة.
ومن جهة أخرى، أوقفت بعض الشركات الجوية الدولية رحلاتها باتجاه الساحل الشرقي للولايات المتحدة، منها الفرنسية والبريطانية والألمانية.
ويذكر أنه في نهاية أبريل/نيسان الماضي، ضربت عدة أعاصير جنوب شرق الولايات المتحدة مخلفة 354 قتيلا، وقد اعتبرت أعنف أعاصير تضرب المنطقة خلال نحو قرن.