مقاتلو المعارضة يتقدمون صوب سرت مسقط رأس القذافي

طرابلس (رويترز) – تدفق مقاتلو المعارضة الليبية على مدينة سرت مسقط رأس معمر القذافي يوم الاثنين على أمل استكمال ثورتهم من خلال السيطرة على اخر معاقل العقيد الذي سقط لكنه مازال يشكل خطرا

ولا يعرف حتى الان مكان القذافي الهارب منذ سقوط طرابلس في ايدي قوات المعارضة وانهيار حكمه الذي استمر 42 عاما قبل اسبوع.

وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي ان القذافي الذي لا يعلم أحد مكان وجوده ما زال يمثل تهديدا للبلاد والعالم.

وكان يتحدث في اجتماع في العاصمة القطرية الدوحة لوزراء دفاع دول تدعم حركة المعارضة ضد حكم القذافي. وكانت قطر من دول الخليج العربية التي أيدت المعارضة الليبية.

ودعا عبد الجليل خلال الاجتماع حلف شمال الاطلسي وحلفاءه الى مواصلة دعمهم للمعارضة الليبية وطلب منهم مواصلة حماية البلاد من القذافي الذي وصفه بالطاغية مضيفا أنه ما زال يمثل تهديدا ليس لليبيين فحسب وانما للعالم أجمع.

وتعهد قائد في حلف الاطلسي بمواصلة مهمة الحلف على الاقل الى ان ينتهي التفويض الممنوح له في 27 سبتمبر ايلول.

وقال الاميرال الامريكي سامويل لوكلير الذي يرأس قيادة العمليات المشتركة لحلف شمال الاطلسي في مؤتمر صحفي بالعاصمة القطرية الدوحة "نعتقد ان نظام القذافي على وشك الانهيار ونحن ملتزمون بمواصلة العملية حتى نهايتها."

وأضاف "الجيوب والقوات الموالية للقذافي يجري تقليصها يوما بعد يوم. لم يعد النظام بوسعه شن عملية حاسمة" وذكر ان الغارات الجوية للحلف دمرت 5000 هدف في ليبيا.

وقصفت طائرات حلف الاطلسي سرت على ساحل البحر المتوسط يوم الاحد لليوم الثالث على التوالي.

وقال متحدث باسم الحلف في بروكسل ان طائرات الحلف الحربية التي أدت دورا حاسما في دعم المعارضة طوال ستة أشهر قصفت سرت وأضاف "نولي اهتماما كبيرا بما يحدث في سرت لاننا نعرف ان هناك بقايا للنظام."

وولد القذافي قرب سرت الواقعة على بعد 450 كيلومترا شرقي طرابلس عام 1942 وبعد استيلائه على السلطة عام 1969 حولها من قرية صيد فقيرة الى مدينة مهمة يقطنها 100 الف نسمة كان يقام فيها الكثير من احتفالات الدولة.

ومازال القذافي يحتفظ بتأييد وتعاطف هناك ولذلك فسواء اختار الانسحاب الى تلك المدينة كاخر ملاذ له ام لا فان الاستيلاء عليها مازال يمثل اهمية استراتيجية ورمزية لقوات المعارضة مع تعزيز انتصارها.

وتقول القيادة الجديدة في ليبيا انها بحاجة الى السيطرة على مناطق صحراوية في الجنوب وعرض المجلس الوطني الانتقالي جائزة قيمتها 1.3 مليون دولار وعفوا لمن يقتل او يأسر القذافي.

وتقدمت قوات المعارضة صوب سرت من الشرق والغرب مع تواصل المفاوضات من اجل استسلام المدينة.

وقال جمال تونالي أحد قادة المعارضة العسكريين في مصراتة لرويترز ان خط المواجهة يبعد 30 كيلومترا عن سرت وان باعتقادهم ان الوضع سيحل سلميا.

وأضاف تونالي انهم في حاجه للامساك بالقذافي واعرب عن اعتقاده بانه ما زال مختبئا في نفق اسفل باب العزيزية مثل "جرذ" في اشارة الى مجمع القذافي في طرابلس الذي اجتاحته قوات المعارضة يوم الثلاثاء.

وعلى امتداد الطريق السريع الساحلي شرقي طرابلس كانت ناقلات تحمل دبابات طراز تي 55 السوفيتية الصنع في اتجاه سرت. وقال معارضون ان هذه الدبابات تم الاستيلاء عليها من قاعدة عسكرية تركتها قوات القذافي في زليتن.

وفي الشرق قال متحدث باسم قوات المعارضة ان مقاتلي المعارضة تجاوزوا قرية بن جواد بسبعة كيلومترات وامنوا تقاطع النوفلية.

وقال المتحدث محمد الزواوي لرويترز"اننا نسير ببطء.

"اننا نريد اعطاء مزيد من الوقت للمفاوضات لاعطاء فرصة لهؤلاء الاشخاص الذين يحاولون اقناع الناس الموجودين داخل سرت بالاستسلام وفتح مدينتهم."

وفي طرابلس حاول المجلس الوطني الانتقالي توطيد سيطرته بعد ايام من الارتباك والمناوشات المتفرقة مع فلول قوات القذافي. ومع حرص المجلس على الحفاظ على صورته أمام العالم وبعد تقارير تحدثت عن العثور على جثث لجنود موالين للقذافي وقد قيدت ايديهم خلف ظهورهم بعث المجلس رسائل نصية طلب فيها من اتباعه عدم انتهاك حقوق السجناء.

وقال العقيد أحمد الباني المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي ان مصير 40 ألفا احتجزتهم قوات القذافي غير معروف ولمح الى امكانية وجود بعضهم في ثكنات تحت الارض لم تكتشف بعد في طرابلس.

وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان اليوم الاثنين ان وحدة عسكرية بقيادة خميس ابن القذافي هي المسؤولة فيما يبدو عن اعدام عشرات المحتجزين في مستودع قرب العاصمة طرابلس الاسبوع الماضي.

وذكرت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها انه بعد ذلك بثلاثة أيام أضرمت النيران في المستودع الذي كان يستخدم كسجن ولم يعرف سبب الحريق.

ومنذ سقوط القذافي قبل أكثر من أسبوع ظهرت ادلة على وقوع عمليات قتل عدة. وعثر في العاصمة الليبية على عشرات الجثث بعضها لجنود من قوات القذافي وأخرى لمحتجزين لدى الحكومة الليبية السابقة.

وقالت هيومان رايتس ووتش انها فحصت يوم السبت الرفات المتفحمة لنحو 45 جثة. وكانت الجثث متناثرة في المستودع الواقع في حي خلة الفرجان بصلاح الدين الى الجنوب من طرابلس المجاور لقاعدة اليرموك.

كما عثر على جثتين أخريين غير محترقتين خارج المستودع.

وجاء في بيان لهيومان رايتس ووتش ان أفرادا من لواء خميس الذي يقوده ابن القذافي نفذوا عمليات القتل فيما يبدو يوم 23 اغسطس اب.

وقالت سارة ليا ويتسون مديرة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في هيومان رايتس ووتش "للاسف هذا ليس أول تقرير عن عمليات اعدام خارج ساحة القضاء لمحتجزين في الايام الاخيرة لسيطرة حكومة القذافي على طرابلس."

ويحاول المجلس الوطني الذي اعترفت به أكثر من 40 دولة بسط سيطرته على طرابلس ويعتزم قادته الانتقال اليها من معقلهم في بنغازي هذا الاسبوع.

وفي أقصى الغرب اعادت السلطات التونسية فتح المعبر الرئيسي مع ليبيا في استئناف لطريق امدادات حيوي لطرابلس بعد طرد قوات القذافي يوم الجمعة.

وسمعت في طرابلس اصوات عدة انفجارات واطلاق نار بشكل متقطع بينما يحاول السكان المضي في حياتهم وسط الاحياء المحترقة.

ورغم الفرحة الكبيرة بسقوط القذافي لكنه مازال يلقى بعض التأييد. وفي منطقة موالية له عبر البعض عن غضبهم. وصاح قائد سيارة أجرة دون ان يخشى وجود المقاتلين المناهضين للقذافي على مقربة "الاعلام لا يقول الحقيقة كلكم خونة جواسيس