مهل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل القوات الموالية للعقيد معمر القذافي اربعة ايام للاستسلام، او المخاطرة بمواجهة القوة المسلحة
وفيما تستمر مطاردة القذافي داخل او خارج ليبيا، اتهم المسؤولون الليبيون الجزائر ما اعتبروه “عملا عدائيا” بايوائهم افرادا من اسرة القذافي، هم زوجته وثلاثة من ابنائه.
وفي الجزائر قالت وزارة الخارجية ان زوجة القذافي، صفية، وابنيه محمد وهانيبعل، وابنته عائشة، دخلوا الاراضي الجزائرية برا صباح الاثنين مع اطفالهم، وانهم موجودون لاسباب انسانية.
واشعل الاعلان عن وجود هؤلاء في الجزائر ازمة دبلوماسية مع المجلس الانتقالي، الذي يعمل على دعم وتكريس سلطته في المناطق التي تعتبر حتى الآن معاقل قوية للقذافي، وعلى الاخص مدينة سرت الساحلية، مسقط رأسه.
وفي سياق تحذيره لما تبقى من قوات القذافي قال عبد الجليل، في مؤتمر صحفي الثلاثاء: “بحلول السبت، وفي حال عدم وجود مؤشرات سلمية للتنفيذ (الاستسلام) سنحسم الامر عسكريا. نحن لا نرغب في عمل هذا لكن لا نستطيع الانتظار اكثر”.
وما زال القذافي متواريا عن الانظار منذ سيطرة الثوار على طرابلس في الثالث والعشرين من هذا الشهر، منهين بذلك حكمه الذي استمر زهاء 42 عاما، في ثورة شعبية دعمها حلف شمال الاطلسي (الناتو) وبعض الدول العربية.
مخاوف
واعترفت نحو 60 دولة بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا لليبيا، لكن ما زالت دول كبيرة مثل روسيا والصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل لم تعترف حتى الآن بالحكومة الجديدة.
ويخشى الثوار الليبيون من احتمال قدرة القذافي على حشد الدعم، ولهذا ينشطون من اجل القبض عليه، على الرغم مما قيل عن مقتل ابنه خميس، احد اهم قادة كتائب القذافي، مع مدير مخابراته، والذي اعتبر ضربة موجعة اخرى قد تحول دون حشد هذا الدعم، في حال ثبتت انباء مقتله.
وقال محمد شمام المتحدث باسم المجلس الانتقالي: “لقد تعهدنا بمحاكمة عادلة لجميع هؤلاء المجرمين، ولهذا نحن نعتبر (ايواء ابناء القذافي) عملا عدائيا”.
واضاف: “نحن نحذر اي شخص من ايواء القذافي واولاده، فنحن سنلاحقهم، وسنجدهم، وسنقبض عليهم”، وهو ما قد يحمل في طياته احتمال محاولة اولاد القذافي طلب اللجوء الى دولة اوروبية شرقية.
ويقول مراسلنا في طرابلس جون لاين إن الجزائر تعتبر وجهة منطقية لاسرة القذافي نظرا للحدود المشتركة بين البلدين الجارين ولامتناع الحكومة الجزائرية عن الاعتراف بالمجلس الانتقالي ممثلا للشعب الليبي.
“اعتبارات انسانية”
وقد اغلقت الجزائر حدودها الجنوبية مع ليبيا بسبب “الاوضاع الشاذة”، حسب تعبير دبلوماسي جزائري، في تصريح لصحيفة الوطن الجزائرية.
وقد دعا عبد الجليل الحكومة الجزائرية الى تسليم ابناء القذافي الى السلطات الليبية، الا ان المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائري عمار بيلاني قال الجزائر استضافت اسرة القذافي “لاعتبارات انسانية خالصة”.
واضاف: “لقد ابلغنا الامين العام للامم المتحدة، ورئيس مجلس الامن الدولي، ورئيس المجلس الوطني الانتقالي”.
في هذه الاثناء اعلن في الجزائر ايضا ان عائشة ابنة القذافي انجبت بنتا صباح الثلاثاء، وان الوالدة والمولودة بصحة جيدة.
مكان القذافي
من جانب آخر قال احد حراس خميس، ابن القذافي الذي يقال انه قتل، لقناة سكاي نيوز الاخبارية البريطانية انه شاهد القذافي في طرابلس يوم الجمعة الماضي، وانه انتقل منها الى مدينة سبها في عمق الصحراء جنوبي البلاد.
ونسبت القناة الى الحارس، وهو فتى عمره 17 عاما لم تذكر اسمه، قوله ان القذافي اجتمع مع خميس بحدود الواحدة والنصف ظهر الجمعة في مجمع بطرابلس كان تحت نيران كثيفة من قوات الثوار الليبيين، وان عائشة كانت حاضرة ايضا.
واضاف الفتى ان خميس وابيه ركبا عددا من سيارات النقل الرباعي من نوع تويوتا لاندكروزر، واتجها نحو سبها.
وكانت بعض الاشاعات قد اشارت الى أن القذافي ما زال مختبئا في طرابلس وربما فر إلى الجزائر أو وصل إلى اوروبا لاجئا، لكن المتحدث باسم البيت الابيض قال الاثنين انه لا يوجد دليل ملموس على ان القذافي قد غادر ليبيا.
وكان مسؤولون في المجلس الانتقالي قد أكدوا ان عبد الله السنوسي مدير المخابرات في نظام القذافي وخميس قتلا السبت في مواجهة عسكرية قرب ترهونة على بعد حوالى 80 كلم من طرابلس وتم دفنه.
وقال المسؤول عن شؤون العدل في المجلس الوطني الانتقالي محمد العلاجي: “اكد لي احد قادة الثوار ان خميس القذافي قتل بالقرب من ترهونة على بعد 80 كلم جنوب طرابلس”.
الا ان المتحدث باسم حلف الناتو الكولونيل رولاند لافوي قال من مدينة نابولي الايطالية ان الحلف لا يعلم شيئا حتى الآن عن مصير خميس القذافي، مضيفا ان هناك الكثير من الاشاعات والتخمينات حول مصيره.