alt

شخصيات أميركية سعت لمساعدة القذافي

عثرت الجزيرة على وثائق ومحاضر اجتماعات لمسؤولين ليبيين وشخصيات أميركية بحثت سبل مساعدة العقيد معمر القذافي على البقاء في السلطة قبيل أسابيع من سقوطه

ومن تلك الشخصيات الأميركية السفير ديفد وولش مساعد وزيرة الخارجية سابقا، والنائب دينس كوسينيتش.

وتظهر الوثائق -التي عثر عليها بمقر الاستخبارات الليبية الذي سيطر عليه الثوار- أن وولش وكوسينيتش قدما نصائح لنظام القذافي بشأن كيفية التقليل من العزلة الدولية وضربات الناتو التي كان يتعرض لها.

ورغم الخطب التي ظل العقيد يهاجم فيها الولايات المتحدة، تكشف هذه الوثائق عن أن نظام القذافي ظل يحافظ على قنوات اتصال مباشرة مع مسؤولين نافذين في واشنطن حتى أسابيع قليلة قبيل سقوطه

الدعاية ضد الثوار
ويبدو أن الوثائق -التي وجدت بمكتب رئيس جهاز المخابرات الليبية عبد الله السنوسي، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية- عبارة عن محاضر اجتماعات بين مسؤولين ليبيين كبار ووولش، الذي كان قد رعى عام 2008 عملية إعادة العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطرابلس.

ووفق الوثائق التقى وولش بعدد من المسؤولين في نظام القذافي في فندق فور سيزن بالقاهرة، وخلال الاجتماع الذي عقد في الثاني من أغسطس/ آب يبدو أن وولش نصح مسؤولي القذافي بشأن كيفية نجاحهم في الدعاية ضد الثوار.

ويكشف المحضر عن الطريقة التي اقترحها وولش لإضعاف الثوار بالاستعانة بوكالات استخبارات أجنبية، ويقول “أي معلومات تتصل بالقاعدة أو أي منظمات إرهابية يتم العثور عليها ينبغي أن تسلم للإدارة الأميركية عن طريق أجهزة استخبارات إسرائيل أو مصر أو المغرب أو الأردن…. وأميركا ستصغي إليهم والنتائج ستكون إيجابية….. ومن الأفضل أن تظهر وكأن مصدرها مصالح الاستخبارات في هذه الدول”.

وتبرز الوثائق أيضا أن وولش نصح نظام القذافي باستخلاص العبر من حركة الاحتجاج في سوريا، قائلا إنها ستحرج الغرب وستظهر على أنها محاولات للاستجابة لمطالب الديمقراطية في العالم العربي، ويركز المحضر على “أهمية الاستفادة من الوضع السوري وبخاصة فيما يتعلق بسياسة المعايير المزدوجة المتبعة في واشنطن”. ويضيف “السوريون لم يكونوا يوما أصدقاء لكم ولن تخسروا أي شئ باستغلال الوضع هناك لإحراج الغرب”.

خفي وعلني
ووفق ما يفهم من الوثائق اقترح وولش حلا قال إنه سيكون في الغالب مقبولا من قبل العديدين في الإدارة الأميركية، وهو أن يتنحى القذافي جانبا دون أن يتخلى بالضرورة عن كامل سلطاته، وهو ما بدا متناقضا مع دعوات البيت الأبيض العلنية للقذافي بالتنحي.

ووعد وولش نهاية الاجتماع بأن يبلغ كل ما جرى للإدارة الأميركية والكونغرس وشخصيات نافذة أخرى.

واستنادا إلى مصادر الجزيرة، يعمل وولش حاليا في شركة بكتل الأميركية التي سبق لها أن فازت بمشاريع بمليارات الدولارات بدول شرق أوسطية.

ولكن يبدو أن وولش لم يكن الشخصية الأميركية الوحيدة التي كانت تساعد القذافي، ففي برقية مرسلة إلى سيف الاسلام بن القذافي ويبدو أنها ملخص لحوار بين عضو الكونغرس كوسينيتش ووسيط من طرف ابن العقيد تبرز الوثيقة طلبا من عضو الكونغرس “للحصول على معلومات يحتاجها للضغط على المشرعين الأميركيين ليوقفوا دعمهم للانتقالي ومن أجل وقف ضربات (الناتو)“.

ووفق الوثيقة فإن من بين ما طلبه كوسينيتش أدلة على وجود فساد داخل  المجلس الوطني الانتقالي وأي علاقة محتملة للثوار مع تنظيم القاعدة.

كما طلب أيضا وثائق خاصة يحتاجها للدفاع عن سيف الإسلام الذي يوجد حاليا على لائحة المطلوبين لدى الجنائية الدولية.

.