ورغم هول الفاجعة التي حلت بمناصري القذافي في المخيمات، والتي تبشر بنكسة قادمة لا محالة، ظل حدث الاعتصام المفتوح الذي يخوضه بلبل المخيمات الناجم علال، منذ 16 من شهر غشت المنصرم، أمام مقر ما يسمى بوزارة الثقافة، احتجاجا على قراراتها التعسفية ضده، حديث جلسات الشاي الصحراوي المطولة، مخلفا ردود فعل متباينة: بين مؤيد يائس من عطاء القيادة، ومعارض مستفيد من النزاع المفتعل، ومتعاطف بشروط، كتلك الداعية إلى تخلي الناجم عن تأجيج روح القبلية، أو محايد خائف من إبداء رغبة دفينة في التغيير.
و جزم مصدرنا المناصر لتحرير المعلومة ورفع الحصار الفكري المضروب على المحتجزين، في اتصال هاتفي من داخل المخيمات مع جريدة "العلم" ، أن انضمام الفنان الناجم رسميا إلى شباب التغيير كان النقطة التي أفاضت غضب القيادة، ليكون أهم قرار يتخذه "الرئيس المفتعل" وهو في طريق عودته للرابوني، تفعيل قرارات شريكة حياته، وزعيمة مخططاته المنسوخة عن أجندة النظام العسكري الجزائري، حرمه وزيرة الثقافة خديجة حمدي في جمهورية سراب البراري.
وأضاف مصدرنا بمخيمات الاحتجاز والحصار الفكري، أن زعيم الرابوني "أغدق" على الناجم بقرارات الزجر والقمع، مطعما بيانا أصدرته مركزية الفروع السياسية في جبهة البوليساريو، ووزعته على فروعها الجهوية والمحلية، والذي ينص على منع الفنان الصحراوي الناجم علال من المشاركة في الاحتفالات العامة والخاصة، الأمر الذي اعتبره المصدر، مس سافر لمصدر رزق الفنان الناجم، الوحيد، بعد قرار طرده من منصبه كمدير عام مديرية الفن بما يسمى بوزارة الثقافة.
فإضافة إلى هذه المصادرة الواضحة لحقوقه الفنية والمهنية، تم أيضا مصادرة كل ممتلكاته، وتشديد الخناق عليه بخصوص الحصول على حصته من المؤن الشهرية، وحصته النصف الشهرية من الماء الشروب، ناهيك طبعا عن منعه رسميا من مغادرة المخيمات، بسحب جواز سفره وعدم تسليمه أي إذن بالمرور لمغادرة المخيمات، ليتوج هذا الخرق الواضح بحرية التنقل، قائمة الخروقات لباقي حقوق اللاجئين التي تنص عليه المواثيق الدولية، في غض طرف واضح لمن تسهر على رعايتها عبر مكاتبها هناك بالمخيمات، وهي المفوضية الأممية السامية لغوث اللاجئين.
مواقف و مستجدات ذاتها، أكدها بيان استنكاري أصدرته جمعية "الفنانين الصحراويين" المتواجد مقرها بمدينة العيون، والذي توصلت العلم بنسخة منه، إذ اعتبرت الجمعية أن ما يتعرض له الناجم من تعسف، لا يمكن حصره في انتهاك سافر لحقوقه الفنية والمهنية، و مصادرة غير مشروعة لحقه في التعبير والإبداع فحسب، بل الأكثر من ذلك، هو جريمة نكراء، مع سبق الإصرار، في حق البشرية، تتمثل في انتهاج سياسة التجويع والتعطيش في حق هذا الفنان وأطفاله، مما دفع بالفنان إلى الاحتجاج مباشرة لدى بعثة غوث اللاجئين بالرابوني ضد هذه القرارات التعسفية واللا إنسانية المتخذة ضده، وفق ما جاء في نص البيان.
وناشدت جمعية الفنانين الصحراويين المجتمع الدولي وكل الهيئات الحقوقية لرفع الحيف والظلم عن الفنان الناجم علال، الذي يتعرض له ومنذ أكثر من شهر، "لا لذنب ارتكبه إلا أنه جاهر بكلمة الحق، داعيا الشباب الصحراوي إلى الالتحاق بركب التغيير والاندماج في موسم الربيع العربي".
ولابد من الإشارة إلى أن هذا البيان الاستنكاري، هو ثاني نداء توجه الجمعية بعد بيانها التضامني الذي أصدرته قبل أسبوعين، لحث جميع المنظمات الإنسانية والحقوقية بالتدخل العاجل و اللامشروط من أجل ضمان سلامة هذا الفنان وكل أفراد عائلته.
بدورها كانت جمعية "الموسيقيين المغاربة بالخارج" المتواجد مقرها في بلجيكا، كانت قد أعلنت، في وقت سابق من خلال بلاغ صحفي توصلت "العلم" بنسخة منه، عن تضامنهم المطلق مع الشاعر علال الناجم وحقه في التعبير، وأكد البلاغ أن لجمعية تستنكر، باسمها وباسم كافة الهيئات الفنية والموسيقية في بلجيكا وأوروبا، ما يتعرض له هذا الشاعر من ممارسات قمعية منافية لحرية الفن والإبداع المنصوص عليها في كافة التشريعات الديمقراطية، كما عملت هذه الجمعية الفنية الدولية عن تأسيس "ائتلاف الفنانين والموسيقيين الدوليين لدعم علال الناجم"، الذي سيشرع في اتخاذ مجموعة من الإجراءات لدى الهيئات الأوربية والدولية المعنية بحرية الفكر والإبداع وحماية الفن، لإنصاف هذا الشاعر وإعادة الاعتبار إليه وحماية حقوقه الفكرية والأدبية والإبداعية وضمان سلامته من أي اعتداء.
وأفاد هذا المصدر، الذي زاده الحيف الذي يتعرض له الناجم إلا إصرارا على مدنا بالمزيد من المستجدات حول قضيته، عله يريح ضميره وضمير المستضعفين من القوم بمد العون والمساعدة، لمن صاح بالتغيير باسمهم في مخيمات الاحتجاز، أن أخبارا راجت بالمخيمات وداخل المحيط المقرب من الفنان الناجم علال أن شركة أسبانية للإنتاج الفني كان الناجم يتعامل معها وفقا لعقود صودرت من طرف القيادة، ستدخل هي الأخرى على الخط لمناصرة الفنان الناجم.