الجهل في القرن 21 = البوعزيزي بطل

(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ).

الجهل ضد المعرفة أي عدم المعرفة لدى الانسان وعدم فهم طبيعة الأمور كما يجب، قال أحد الحكماء : العلم يرفع بيتاً لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والكرم

ولقد شبه الحكيم الصيني كنفوشيوس الجهل بأنه ليل العقل،  وكلنا يعلم أن الله قد خلق الليل وخلق القمر والنجوم لتعطي الضوء ولكن كنفوشيوس يتابع ويقول إن ليل العقل ذلك لا يوجد فيه لا قمر ولا نجوم. وقد قال العرب وعلماء الاجتماع بأن الجهل أبو الشرور والجهالة أمها وإن مثل هذا الوصف هو وصف حقيقي لأننا إذا بحثنا عن مصدر الشر وفاعله نجد أن الجهل هو المصدر، وأن الفاعل هو إنسان جاهل، وقد قيل في الأمثال (الجاهل عدو نفسه) ولطالما أن الجاهل يرتكب حماقات تؤذيه وتجلب له الشر، فإنه سيكون مستعداً لارتكاب القبائح ضد الآخرين.

يجب على المرء ألا يخجل من الاعتراف بجهله ولكن عليه أن يسعى لإنقاذ نفسه من ذلك الجهل وخاصة إذا كان المرء يجهل عيوبه حيث يصبح لزاماً عليه أن يعرف تلك العيوب ويتخلص منها لأنه إذا لم يفعل يكون قد ارتكب أكبر الذنوب بحق نفسه وحق مجتمعه، ومن المؤكد إذا عرف الجاهل أسباب جهله يستطيع أن يتخلص من ذلك الجهل ويصبح على الاقل واعيا بواقعه بشكل صحيح.

نعم قد يكون المرء جاهلاً وأخطر أنواع الجهل أن يجهل الإنسان سبب ارتكابه الخطأ لأنه في هذه الحال سيستمر في ارتكاب الأخطاء ولذلك على الإنسان إذا ما ارتكب خطأ بسبب جهله، فما عليه إلا أن يدقق في تلك الأسباب ويحددها لكي لا يكرر الخطأ ومن أجمل ما قرأت بخصوص الجهل القول القائل: الجاهل صغير وإن كان شيخاً هرماً، والعالم كبير وإن كان حدثاً.

وفي هذا المجال نذكر قول المتنبي: ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم، وبهذه المناسبة لا بد لي من القول بأنه يتوجب علينا أن لا نكرم الجهلاء لأن في ذلك إهانة للعلماء ودعوة مفتوحة إلى الجهل وبالطبع هذا ما لا نريده ولا نقبله  وإذا أردنا التعرف على الجهلاء في مجتمع ما يكفنيا أن نراقب من الحضور فمنهم من يحاول أن يتقدم الصفوف ومنهم من يجلس في أي مكان متوفر أمامه، لأن الجاهل يريد أن يظهر نفسه اعتقاداً منه أن من يجلس في الصف الأول هو شخصية مرموقة بينما نجد أن من يثق بنفسه  لا ينظر لمثل هذه الأمور ويجلس حيث يجد مكاناً لنفسه علماً بأننا نجد في مجتمعنا كثيرين يتحدثون كفلاسفة علماً بأنهم يعيشون كجهال. وإذا سألنا أنفسنا السؤال التالي:

هل يدفع الجاهل ثمن جهله أم لا؟

نجد أن الجواب نعم يدفع الجاهل ثمن جهله حتما وربما دفع حياته ثمن جهله.

 

وهنا لا بد لي أن أشير إلى وجوب الحذر من الجاهل لأنه مستعد لتقديم حياته بسبب جهله، اذن فهل يعقل أن يدافع عن غيره ويصون له حياته – لا أعتقد ذلك أبداً. كما أن علينا أن نتعامل مع الجاهل تعاملاً يمكننا من توجيهه دون أن نشعره مباشرة بأنه مخطئ لأنه في عداد الأعمى والأحمق الذي يحتاج إلى الهداية والإرشاد وإذا استطعنا أن نقرأ نفسية الجاهل نجد أنه يعيش بالأوهام ويعتمد على الاماني في تحقيق أهدافه؛ ومن الجدير بالذكر أن نقول إن أجهل الناس أعظمهم كِبراً لما للكبر من ضرر كبير في اصلاح الجاهل .

لقد بدأت محطة الخريف العربي  من اعتلاء كرة القدم على هرم أوليات من يوصفون بعقول الأمة ، و تميزت بالجمهور الكبير جدا المتعاطف صاحب الحناجر الغليظة، لقد دربونا على الشعارات و على التعاطف بدون وجهة ، و على كسر ما بجانبك لأتفه الأسباب، لقد اجتهد الاعلام و دور السينما و التكنولوجيا في تربيتنا على اسس لا يعلمها الا هم.  لتبدأ نهاية المحطة تتبلور بساحات الحرية و هذه المرة بين فريقين لا علاقة لهم بكرة القدم و لكن الجمهور هو نفسه، جمهور كرة القدم الإسلامي، حيث ضن الجمهور جهلا  ان له تأثير و انه سيغير من واقع المباراة و نتيجتها، فبدأ يصرخ و يدمي و لا يبالي. ولو تفقه قليلا لعلم ان المؤثر هو من يوهمك بحقوق الإنسان و يسلب لك ابسط حقوقك الا و هي حرية التنقل.

سيسقط الجمهور في فخ الجهل و سيموتون حتما و سيبقى العلم نور و نار ولو لأقلية مهما كانت توجهتها او اعتقادتها، فقد سبق و ان قال ابن تيمية – ان الله لا يحابي احدا في سنن كونه

عن أبي عبد السلام ، عن ثوبان ، قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : " بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن " ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : " حب الدنيا ، وكراهية الموت " .

من انجاز البقالي فاس نيوز