لكي تدرك معنى الماسونية و الصهيونية و هذه المفاهيم و علاقتها بالواقع عليك أن تدرك تماماً البيانات التالية و تفهم جيداً حقيقة الصراع الأبدي الدائر منذ خلق الله آدم و منذ أبا إبليس أن يسجد لآدم.
لقد خلق الله الكون حين خلق و كل شئ في خَلقِه آمن بوجود الله و طاعته طوعاً و كرهاً … ثم خلق آدم و سخر كل شئ في هذا الكون لخدمة آدم فكل ما في الكون يخدم هذا الإنسان بأمر من الله و اختيار منهم .. حيث عرض الله الأمانة على السماوات و الأرض فأشفقن منها و حملها الإنسان و الأمانة هي التوحيد و القيام بوظائف الدين من الأوامر والنواهي، والمعنى: إنا عرضنا هذه الأمانة على كل ما في السماوات و الأرض، ولها الثواب العظيم، إن أحسنت القيام بها، والعقاب الأليم إن خانت، فأبتْ وأشفقتْ واستعفتْ منها، مخافةَ ألاَّ تقدر عليها، فطلبت السلامة، ولا ثواب ولا عقاب إلا الإنسان هو الذي قبل حمل هذه الأمانة لأنه كان ظلوماً لنفسه جهولاً لا يعلم ثقل هذه الأمانة و صعوبة هذا التكليف.
فالإنسان مخير و باقي الكائنات مسيرة لا تختار فالشمس مثلاً لا تختار أن تشرق أو تغرب بل هي مسيرة وفقاً للقوانين التي ألزمها الله بها فلا ثواب لها و لا عقاب بخلاف الإنسان الذي هو محاسب على كل كبيرة و صغيرة لأنه اختار أن يحمل الأمانة.
كذلك قال تعالى للملائكة : "إني جاعل في الأرض خليفة" .. و علم الله هذا الخليفة الأسماء كلها .. إذاً العلم هو ميزة هذا الإنسان على سائر المخلوقات الأخرى .. و سجد كل الملائكة لهذا الخليفة رضاً منهم و تسليماً بكونه الخليفة في الأرض و كونهم جميعاً في خدمته فهناك ملائكة تستغفر لبني آدم و هناك ملائكة تحمي بني أدم و ملائكة رحمة و ملائكة عذاب و ملاك الموت و هكذا .. المخلوق الوحيد الذي رفض قبول آدم كخليفة هو إبليس المخلوق من نار أبا و استكبر و رفض أن يكون عبداً مسخراً لآدم كبرياءاً منه و اعتراضاً على أمر الله تعالى بأن يكون آدم أفضل منه و تمرداً على إرادة الله و أمره.
إبليس يدرك تماماً أن الله واحد و هو يعلم تماماً بوجود الله و كذلك يؤمن تماماً بدخوله جهنم في النهاية و لكنه مستكبر و متمرد و رافض لأن يخدم آدم و يطيع الله في أوامره لذلك كل معصية على الأرض يكون أساسها التمرد و التكبر .. لذلك يتخذ عبدة الشيطان من إبليس رمزاً للتمرد و الحرية و التحرر و الثورية و الرفض و العصيان و هكذا فهذه طرق إبليس و إبليس هو أول متمرد متبع لهذه الطرق التي تخالف سنن الله في الكون … لذلك هم يقدسوه و يعبدوه.
و يتخذون من هذه الصورة : بافوميت رمزاً لإبليس و يقولون عليه الملاك الساقط و لكن لا يوجد شئ اسمه الملاك الساقط فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم و هم مسيرين لا يختارون و لا يمكنهم معصية الله قط و هم من نور و إبليس من نار فهو ليس ملاك ساقط بل هو شيطان رجيم.
و إبليس أيضاً ازداد في تمرده فلم يرد أن يدخل النار وحده بل أراد أن تكون مهمته هي إغواء بني آدم ذلك المخلوق الذي يحقد عليه إبليس لتفضيل الله له فوضع إبليس مهمته هي أن يتبع طريقه بني آدم و يغويهم عن عبادة الله و يضلهم و يعدهم و ما يعدهم الشيطان إلا غروراً.
و يقول إبليس يوم القيامة لبني آدم : "و قال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق و وعدتكم فأخلفتكم و ما كان لي عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم و ما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم" صدق الله العظيم.
إن كل متبع لإبليس هو ظالم لنفسه كما ظلم الشيطان نفسه من قبل و هو يعلم ذلك جيداً.
يقول الله تعالى : "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ" صدق الله العظيم.
إن الشيطان للإنسان عدو حاقد عليه، رفض أن يسجد له و رفض أن يكون في خدمته و جعل مهمته هي إغواء بني آدم و إضلالهم و إدخالهم معه في جهنم و حتى لو كان ثمن ذلك هو دخول إبليس نفسه في جهنم خالداً فيها أبداً فقد رضي بأن يلعنه الله و يخرج من رحمة الله و يخلد في جهنم على أن يسجد لآدم و يُسَخر له كباقي مخلوقات الله في الكون.
و مع ذلك يتخذ الإنسان من إبليس خليلاً بل و يعبدونه !! و يقدسوه !!! و يتبعون طريقه و كلما أغواهم ذهبواً خلفه !!! إلا عباد الله المخلصين الخاضعين لأمر الله الذي لا يقدر عليهم إبليس لأنهم يعلمون الحقيقة و يسألون الله أن يعيذهم من الشيطان و طريقه.
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" … و الكبر هو الشئ الوحيد الذي قال فيه رسول الله ذلك بل لو توجد ذرة واحدة من كبر في قلب إنسان فلا يدخل الإنسان الجنة ّ!!!! لماذا ؟؟
لأن الكبر هو منهج إبليس و هو أساس كل معصية و كفر و كل من في قلبه كبر فيستحيل أن يكون خاضعاً لأمر الله و مجتنباً لنواهيه و كل خاضع لله بقلبه و عقله و جوارحه فهو مستسلم مسلم لله و كل متكبر فهو متبع للشيطان ..
يمكننا القول أن هناك حزب الله و هناك حزب الشيطان كما قال الله عز و جل .. حزب الله هم الفائزون هم كل مسلم خاضع لأمر الله متبع لأوامره و مجتنب نواهيه خاضع لجبروت الله و قدرته مصدق بأوامره و مطيع له لا يرفض شريعة الله و لا يتبع هواه و لا يتكبر على شرع الله و أمره و مؤمن بوحدانية الله و عظمته و قدرته وحده لا شريك له..
و حزب الشيطان يشمل كل من استكبر و كفر و تمرد على شريعة الله و لم يرضى بتحكيم الله و كتابه و شريعته و أمره و نهيه فاتبع هواه و اتبع الشيطان في نهجه و اتبع طريق التمرد و الشذوذ و الخروج عن السنن المعروفة لله في الكون في كل خلقه فمارس الرذيلة و عبد الشيطان و سلك طريق السحر و الشعوذة و الدجل و الماسونية و كلها طرق الشيطان ..
إن الماسونية و الصهيونية و الكفر و الإلحاد عقائد شرك من يكذبها فهو لا يفقه شئ في دين الإسلام فكل هذا مذكور في كتاب الله و مذكور عدة مرات في قصة سيدنا آدم التي بينها الله بدلالات و إشارات و مفاهيم عديدة ليدرك الإنسان أن هذا الصراع باقي إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.