بعد كل المحاولات اليائسة والفاشلة التي قامت بها حركة 20 فبراير وازلامها من أجل الايقاع والتفريق بين الشعب والملك محمد السادس، وبعد أن حاولو إستغلال جرائمهم في حق بعضهم وقتلاهم ومنتحريهم ليرفعو شعارات تمس بالملك و أمن البلاد. هاهم ازلام الحركة ينقبون عن شريط فيديو عمره أكثر من 27 سنة في محاولة يائسة. يهدفون من خلاله إلى إثارة الفثنة وتأجيج المواطنين على العرش الملكي ..وإلا فلماذا نشر هذا الفيديو بعد كل هذه السنوات في هذا التوقيت إذن؟
والفيديو هو عبارة عن خطاب الراحل الحسن الثانى في يوم 1984 يناير 19 بخصوص أحداث ما يعرف بالخميس الأسود في الناظور ، حيث وجه الملك رسالة قوية
إلى جهة بعينها من الريفيين قائلاً ”إذا أتت الرياح تعصف بنا كريشة في مهب؟ فهل وصلنا إلى هذا الحد؟ وصلنا إلى هذا؟ بماذا؟ إما بواسطة الأطفال أو الأوباش، الأوباش في الناظور والحسيمة وتطوان والقصر الكبير. الأوباش العاطلون عن العمل الذين يعيشون بالتهريب والسرقة» كما وجه الحسن الثاني نفس الرسالة إلى المراكشيين مضيفا في خطابه «استعملوا في مراكش، كما هو الشأن عند جميع المشاغبين الأطفال الصغار فى مقدمة المظاهرات، علما مئهم بأن الشرطة إذا كانت ستقوم بعملها أمام مظاهرة يصعب عليها ضرب الأطفال أو إلقاء القبض عليهم أو مهاجمتهم، فها أنا ذا أقول لكم إن هؤلاء الأوباش تم اعتقالهم”.
وبالرغم من أن لهذا الخطاب ظرفيته واسبابه و زمانه….و بالرغم من أنه تهديدي. فلم يكن موجه إلى الريفيين أو المراكشيين بصفة عامة. فالحسن الثاني. حدد في خطابه الفئة المقصودة، وهم اللصوص وأصحاب السوابق و الذين يعيشون من التهريب ولم يذكر عموم الأرياف. والفيديو يشهد بذلك، حيث حدد كل الفئات المتمردة. وبغض النظر عما إن كان أسلوباً صحيحاً أم خاطئاً. يبقى التساؤل. لماذا في هذا الوقت بالذات ؟وما المراد من ذلك؟ ولماذا كتب ناشر الشريط "راديو إسلام" على الفيديو في يوتيوب.." أن الحسن التاني يسب ويهدد المغاربة "؟ فما مراد القائمين على هذه المحطة من ازلام حركة 20 فبراير والعدل والاحسان بالخصوص من نشر هذا الفيديو النادر و الذي يوضع لأول مرة على اليوتوب؟ ولماذا لم ينشر الخطاب كاملاً دون مونتاج الذي حرف الكثير مما جاء في الخطاب حتى يظهر أنه يهدد الجميع ؟
إن الهدف واضح. وهو تأجيج الاوضاع والدعوة إلى الفثنة ،و تحريض الشعب على الملك محمد السادس من خلال ما قاله والده 30 سنة خلت، والمراهنة على الريف لإندلاع الثورة المرجوة.والدليل على ذلك ما يحدث بالمنطقة هذه الايام في المنطقة ، فحتى الجرائم الجنائية أصبحت تستغل من أجل إلقاء باللائمة على الملك محمد السادس. فلا ننسى أن جريمة مقتل كمال الحسيني هي جريمة من أجل الشرف والإنتقام. والقاتل والمقتول هما من حركة 20 فبراير. إلا أن هذه الأخيرة تنصلت من القاتل وادعت أنه من أنصار الملك. وهي رسالة مباشرة تقول أن الشعب المغربي المحب للملك هم بلاطجة و- قتلة.وهو إتهام كاذب يوضح مدى حقارة هذه الحركة، متناسين المصالحة والعناية الخاصة التي يوليها محمد السادس للريف، والزيارات المتواصلة والمتكررة، والمشاريع الضخمة التي تقام في المنطقة …
ورغم ذلك أصبح كل من هب ودب يتطاول على الملك في مسيراتهم و أشرطتهم وشعاراتهم و اشعارهم…. مستغلين الحرية والديمقراطية التي أصبح يتمتع بها المغرب من أجل سب وشتم الملك و وصفه بالدكتاتور الذي يصادر الحريات. فعن أي حرية يتحدثون إن كانو يسبون عاهل البلاد بكل حرية دون حسيب؟ هذا علماً أن الملك هو رمز الأمة وهيبتها. وبإهانته بتلك الطرق فهم يهينون هيبة المغرب والمغاربة قاطبةً أمام العالم بأسره. وبالتالي فهم أعداء المغرب و لا فرق بينهم و بين ما يقوله البوليزاريو و الصحافة المخابراتية الجزائرية.
وبذلك يمكن الإستنتاج أنه بعد أن تساهل وتسامح الملك محمد السادس بالرغم من إنتهاكات حرمته المتكررة، ولم يذكرهم أبداً في خطاباته ولم يوجه لهم أي كلام بالتهديد أو الوعيد كما فعل بن علي. ومبارك و علي صالح وبشار الأسد وزنكة زنكة للقذافي.وفشل الحركة في إيجاد تغرة أو زلة للملك( كتسمية الجرذان للقذافي) تروج بها لمخططاتها و تحرض بها الشعب، هاهم اليوم يستعينون ويلجأون إلى خطابات عمرها يزيد عن 27 سنة ، أليس هذا قمة الفشل و النذالة؟
المصدر : صحيفة ريفية