شكرا لفاس نيوز على النشر
خطاب رجل رحمه الله كاملا . اللهم ارحم جميع أموات المسلمين.
اولا الخطاب جاء رد ايجابي في تجاوب مع الشعب و هي عدم تطبيق الزيادة على السلع لاحظ نهاية الخطاب ، الشيء الثاني المظاهرات كانت سببها كره للإسلام لاحظ بداية الخطاب.
الذي وضع الفيديو حاول التركيز على مقاطع تجعل المتلقي يفقد المعنى و الأسباب .
توقيت الفيديو جاء بعد نفاذ 20 فبراير لكل ذخائرها لإخراج الشارع من اجل كلمات هي في الأصل ملك لكل المغاربة. نريد التقدم لكن ليس بالدماء بين المسلمين. كل مواطن مغربي يجب ان يعلم انه مستهدف في أمنه و عرضه و دينه بسبب تدهور الغرب و رغبته في الاستعمار مجددا بأشكال خفية .
إليكم الخطاب
الحمد لله و الصلاة و السلام على مولانا رسول الله و آله و صحبه،
شعبي العزيز،
في أوائل الأسبوع المنصرم انعقد مؤتمر القمة الإسلامي الذي جمع بين المسلمين من كافة أقطار المعمور، و قد اجتمعوا في هذا البلد المسلم الأمين السني الطاهر، ليتذاكروا في شؤونهم و ليستعملوا على المستوى الدولي قواعد الشورى التي يجري بها العمل بين المسلمين خاصتهم و عامتهم.
و قد وصلنا – و الحمد لله – رغم ما عرفه هذا المؤتمر من مشاكل و مواقف مختلفة إلى النتيجة الأولى إلى و هي الحفاظ على الصف المسلم متينا رصينا لا شلل فيه و لا كسر. و النتيجة الثانية، أننا تطرقنا إلى جميع المشاكل التي تهم المسلمين إفريقية أو أسيوية أو عربية كانت. لأن الإسلام لا يفرق بين العرب و العجم و لا بين الأسود و الأبيض، بل يزكي و لا يفضل إلا من يتقي الله، كما قال النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث.
و لكن عليك أن تعلم شعبي العزيز، أن هذا المؤتمر بمجرد ما أعلن عن انعقاده، و علم الخصوم أن انعقاده سيتم حتما، بدأت مناورات و مشاغبات لا هدف لها و لا مرمى إلا تشتيت شمل المسلمين و تشويه سمعتهم، و من غريب الأشياء، شعبي العزيز، أن الأحداث التي شهدتها مدينة مراكش و الناظور و وجدة و تطوان و الحسيمة و القصر الكبير، أحداث يقول أصحابها أنها راجعة إلى غلاء المعيشة و إلى الحالة البئيسة التي تعيشها طبقة من الشعب المغربي، و لكن أليس لنا يا ترى الحق أن نتساءل، هل هذا الجفاف و هذه الأسعار و غلاء المعيشة خلقت بين عشية و ضحاها و ظهرت للوجود و جاءت مطابقة، و من غريب الصدف ، للمؤتمر الإسلامي؟.
عليك شعبي العزيز أن تعرف شيئا، هو أنني لا أريد تغليطك و لا أن أغالط نفسي، بمعنى ما تكون المسائل و المشاكل، راجعة إلى أنفسنا أقولها بكيفية صريحة، و عندما يكون منبع المشاكل و الاضطرابات منبعا خارجا أقول ذلك أيضا صراحة.
إنني لست من رؤساء الدول الذين يقولون عندما تقع عندهم أية مشكلة، أن الخارج هو المسؤول عنها، فهم يتسترون وراء الخارج، لا. فأنا سأعطيك مثالا، لما كنت سنة 1981 على أهبة السفر إلى نيروبي وقعت أحداث الدارالبيضاء، فهل سمعتني أقول أنها مؤامرة و مؤامرة متعددة الأطراف؟ و لكنني اليوم أقول أن ما حدث هو مؤامرة متعددة الأطراف.
و عندما قيلت لي أنه وقعت اضطرابات أولى بدأت في مراكش و امتدت بعدها إلى مدن اخرى، عرفت أن المسألة ليست موجة ضد المغرب بل موجة ضد المؤتمر الإسلامي، لماذا؟
الأسباب ثلاثة:
أولا، سنجدهم هنا، الماركسيون اللينينيون الشيبوعيون يريدون أن يفشل المؤتمر لأن أفغانستان غير موجودة، و لأن الوفد الأفغاني شرح و وضح للمؤتمرين الحالة التي يوجد عليها الحكم الغاصب في أفغانستان، و عدد القتلى و الجرحى و الخسارات في المعدات و في الجيش المحتل، هؤلاء الماركسيون اللينينيون الشيوعيون رأو أن بعض القلاقل كانت واقعة في باكستان و بنغلاديش، و شعروا أن هاتين الدولتين استرجعتا السيطرة و الأمن على بلديهما، و هم يريدون لهاتين الدولتين الإسلاميتين اللتين تتكونان من 180 مليون مسلم تقريبا ألا ترجعا إلى صوابهما و ألا تشعرا بأنهما محميتان بلا غله إلا الله محمد رسول الله. و بأن ما فوق 40 دولة إسلامية متضامنة معهما.
هذا من ناحية، و ما أقوله عندي حججه هنا، النقطة الثانية، أو المنهل الثاني للصعوبات هي المخابرات الصهيوينية و أنت تعرف شعبي العزيز ما هي قوة و ذكاء و كيد المخابرات الصهيوينية، فقد شعرت هذه المخابرات أن غدا لن يكون مثل اليوم أو المس عندما رجعت مصر إلى حظيرة الدول الإسلامية، شعرت أن غدنا لن يكون كأمسنا كما كان من قبل، و أن شيئا جوهريا سيتغير في الكيان الإسلامي، و بالتالي في الكيان العربي، إذن هذه الجهة الثانية لإفشال المؤتمر.
و أخيرا صاحبنا الخميني الذي كفره المغرب و لم يمض شهر على مسؤوليته و الذي كفرناه رسميا بفتوى العلماء منذ عامين لأنه يقول أن الإمام أقرب إلى الله من الملائكة المقربين و من الرسل، و حتى من النبي صلى الله عليه و سلم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
و حجج ما أقول هنا بلاغ من طائفة إلى الأمام و هم الماركسيون اللينينيون الشيوعيون في باريس، و سأقرأ لك منه ما يلي: " نطالب بالمراجعة الجذرية للعمليات الاقتصادية و السياسية التي قادت البلاد إلى الكارثة، و كذا بالإيقاف الفوري للحرب في الصحراء الغربية و مقاتلة البوليساريو المطالبين بالاستقلال للمستعمرة الإسبانية سابقا "، هذا هو الأول، ثانيا، هذا المنشور الذي كان يوزع في مراكش يوم 06/01/1984 و سأقرأ منه بعض الفقرات و هو أيضا لجماعة إلى الأمام، إن المسؤولين عن هذا المنشور هم الآن رهن الاعتقال، و يوجد من بينهم و يا للأسف بعض المحامين الصغار الذين لا يزالون في طور التدريب، يقول المنشور: " ليكن في علمنا أن الوضعية الراهنة المريرة ليست نتيجة حرب الصحراء التي يشنها النظام الملكي المهزوم على الشعب الصحراوي البطل، و التي يذهب ضحيتها الآلاف من أبنائنا، و ليست نتيجة الجفاف كما يدعي الحسن السفاك ( أنا أقرأ هذا لأن ذلك لا يرهبني ) بل راجع إلى نهب خيراتنا من طرف الأمريكان و الأعداء"..و زد على هذا النمط .
و هنا تظهر الأموال و الأوراق المصقولة و الصور الملونة، و يبدأ صاحبنا الخميني يقول:" في هذه الأيام المصيرية التي يمر بها العالم الإسلامي حيث يعيش مخاضا صعبا يجتمع أناس يدعون تمثيل الشعوب الإسلامية و يطلقون على جمعهم هذا مؤتمر القمة الإسلامي، و الأجدر أن يسمى قمة التآمر الجاهل، هؤلاء هم الحكام المتسلطون على رقاب شعوبنا الإسلامية و الذين لا يكاد ينجو واحد منهم من ارتباطه بعمالته لإحدى الشيطانين الأكبرين أمريكا و روسيا"..و زد على هذا النهج في الصفحتين الأولى و الثانية.
إذن نتيجة هذا كله هو انه، أولا، هذه عمليات خارجية أجنبية حاولت أن تقوم باضطرابات في هذا البلد، فماذا استعملت في ذلك، أخذت كمطية الإدعاء بأن الأثمان سترتفع، و الحالة أنني في خطابي الأخير قلت لكم أنني أقرب الناس إليكم، و أنني بصدد القيام بإحصاء و أنه لم أعد أطيق أن اطلب منكم القيام بأي مجهود و خاصة أفراد الطبقة الشعبية الضعيفة، و أن السكين بلغ العظم، و أنني أقوم بإحصاء لكي أعرف بالضبط ماذا يمكنني أن أقوم به في هذا الباب، و الآن قد انتهت عملية الإحصاء، و بمجرد ما اطلعت على أرقام الإحصاء، قررت أن لا تكون هناك زيادة في الأثمان، مع أنه كان بإمكان ذوي العقول أن يحسوا و يفهموا من خطابي الخير أنني مبدئيا ضد الزيادة و أنني مهيأ لعدم الزيادة أكثر من أنني مهيأ لها، فقلد لا حظوها على ملامح وجهي و سمعوها من كلامي و تشبعوا بها من رنة صوتي.
ثقل فهل أصبح المغاربة يا ترى طائشين حتى عدنا الآن إذا أتت الرياح تعصف بنا كريشة في مهب؟ فهل وصلنا إلى هذا الحد؟ وصلنا إلى هذا؟ بماذا؟ إما بواسطة الأطفال أو الأوباش، الأوباش في الناظور و الحسيمة و تطوان و القصر الكبير. الأوباش العاطلون عن العمل الذين يعيشون بالتهريب و السرقة، و استعملوا في مراكش كما هو الشأن عند جميع المشاغبين، الأطفال الصغار في مقدمة المظاهرات، علما منهم أن الشرطة إذا كانت ستقوم بعملها أمام مظاهرة يصعب عليها ضرب الأطفال أو إلقاء القبض عليهم أو مهاجمتهم، فها أنا ذا أقول لكم، إن هؤلاء الأوباش تم اعتقالهم و يجب على الأطفال الطلبة و التلاميذ أن يعلموا أن المعيشة ارتفعت بسببهم لأن الطفل المغربي منذ أن يولد و ينمو إلى أن يدخل المدرسة العليا و هو يتلقى تعليمه بالمجان، و إذا أردت أن أنقص و لو من نصف ميزانية التعليم فأقسم بالله الذي لا إله إلا هو أنه يمكنني أن أخفض من أثمان المواد الغذائية.
أنصتوا لما سأقوله لكم، لو كانت عندي مئات الملايير التي أصرفها على التعليم لما بقي ثمن الزيت و السكر و الخبز و الدقيق و حتى مسائل أخرى غيرها بثمنها الحالي، بل كنت خفضت منه.
و أقول لهؤلاء الأطفال الصغار الذين يسيرهم غيرهم، يجب أن لا يعودوا للمزاح فالأمر قد أعطي لكي يطبق عليهم ما يطبق على الكبار، كما أقول للأساتذة أنهم معروفون و أنهم هم الذين يريدون أن يقوموا بالإضراب و يخرجوا إلى الشوارع، فالأساتذة منهم الكثير تم طردهم ثم أعدناهم إلى العمل و أعدنا بعضهم رغم أنه دخل السجن، مع العلم أنه كان مفروضا أن لا يعود إلى مزاولة عمله. و هذا ليس من باب التهور، بل من باب التسامح ، فقد قلنا أنهم تابوا إلى الله، و لذلك أعدناهم. يجب على الأساتذة أن يعلموا أنه سيطبق عليهم القانون في المستقبل، لا القانون الذي عشنا عليه منذ مدة طويلة، في الحماية و أكده الاستقلال.
و إن المروج للأكاذيب القائم بأعمال من شأنها أن تخل بالأمن العام، سيعامل معاملة مناسبة، و لماذا تلوت عليكم ذلك من قبل قليل..هل تظنون أنني أخجل من قراءة كل ما يقال عني..و هل أنا لست من أبناء القرن العشرين؟.. أتذكر أنني كنت أتحدث مع سيدنا رحمة الله عليه، لما كان يقرأ جرائد المعارضة، و قلت له:" يا سيدي يجب على سيدنا أن يكون منطقيا مع نفسه، خاصة و انه فتح المغرب و عمل على تعليم الناس و علمهم حرية الصحافة و سمح للصحافة أن تدخل من كل حدب و صوب، و لا بد أن يكون هناك بعض المضلين الذين يؤثر فيهم ذلك، و الآن سيدنا إذا كنت متوجها إلى المدينة لأداء الصلاة، و قيل لك أن هناك مليونا من الناس وقفوا على جنبات الطريق..ثمانمئة ألف سيقولون يحيا الملك، و مئتا ألف يصفرون، فأتذكر أنه أجابني بهذا اللفظ، قال لي :" في هذه الحالة لن أتوجه إلى المدينة، فإذا كان هذا هو عهد قلة الحياء فإن هذا عهدك"، أما أنا فلن أتوجه إلى المدينة. و قال لي :" و أنت؟ " ، فقلت له :" سيدي إذا كانت الأغلبية ستقول يحيا الملك، و الأقلية ستقول يسقط، سأتوجه إلى المدينة و ما دمت في المشروعية، فإن أولئك الذين قالوا يسقط، سأعاقبهم بكل صرامة"، إذن لنكن لو سمحتم متفقين على هذه الأشياء.
و الكلمة الخيرة ستبقى للسلطة و القانون.
و سكان الشمال يعرفون ولي العهد، و من الأحسن أن لا يعرفوا الحسن الثاني في هذا الباب، عليهم أن يعرفوا الحسن الثاني الذي ألفوه، أما أنا فأعرف أنهم لا يعرفونني بكيفية عامة.
أما أهل مراكش فقد كنت قررت الذهاب إلى مراكش، لكني قررت أن لا اذهب إليها..ليس لأنني أخاف منهم، بل يجب عليهم أن يرجعوا عن غيهم، و يجب عليهم هم أنفسهم أن ينهوا عن المنكر حين يسمعون بالشعب الصحراوي البطل، عليهم أن يلقوا القبض على أولئك الناس خاصة سكان سيدي يوسف بن علي، و يقودونهم إلى الباشا و ليس أن يتظاهروا معهم.
و الكلمة الأخيرة ستبقى للسلطة و القانون، و الزيادات لن تكون.
( و قل ربي أنزلني منزلا مباركا و أنت خير المنزلين )
و السلام عليكم و رحمة الله.