أكد جهاد مقدسي، الناطق باسم وزارة الخارجية السورية أن قناة "أي بي سي" الأمريكية قامت بتشويه مضمون المقابلة التي أجرتها مع الرئيس بشار الأسد من خلال عمليات مونتاج اقتطعت خلالها أجزاء منها بما يشكل حالة من التماهي بين ما بثته القناة وبين تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر قبل بث المقابلة كاملة.
ونقلت وكالة الأنباء "سانا" عن مقدسي قوله خلال مؤتمر صحفي يوم 9 ديسمبر/كانون الأول "اعتقدنا أن القناة ستبث المقابلة بالطريقة المثلى التي تعكس ما قاله الرئيس الأسد ولكن ما جرى من تشويه لم يكن مفاجئا فمن حق كل قناة أن تقوم بمونتاج ولكن بشرط ألا يؤدي إلى تشويه المضمون وخاصة مع رئيس دولة".
وأشار مقدسي إلى أن "المتحدث باسم الخارجية الأمريكية لجأ لضرب المقابلة قبل بثها عبر القول إن الرئيس الأسد لا يتحمل مسؤولية ما يحدث لضرب موضوع له علاقة بكرامة السوريين وهو الجيش العربي السوري البطل".، مؤكدا "أنهم لجؤوا أولا لاستهداف سورية اقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا وطائفيا وبما أن ذلك لم و لن ينجح اعتبروا أن الجيش السوري البطل هو الرمق الأخير وحاولوا تصويره بأنه يعمل لوحده"، بعد التعليقات التي أشارت إلى أن الأسد تنصل من مسؤولية ما يجري على الأرض كي يصار إلى تحميل المسؤولية للجيش.
وعرض مقدسي التسجيل السوري للمقابلة، مشيرا الى أن الأسلوب الذي جرى استخدامه لعرض المقابلة يصرف النظر عن بعض تصريحات الأسد السابقة واللاحقة للمقاطع المثيرة للجدل. وظهر الأسد في فقرات أخرى من المقابلة وهو يردد مواقف سبق لسورية أن أعلنتها حول وجود مسلحين ومتطرفين في البلاد وأنهم ينشطون إلى جانب المظاهرات السلمية، كما اشار الأسد في فقرة أخرى الى "الرؤية الغربية" التي قال إنها فشلت في العراق وأفغانستان وإيران، مشيراً إلى أن الغرب أنفق المليارات دون طائل بينها كان يمكنه إنفاق أقل من ذلك والحصول على نتائج أفضل.
أما بالنسبة للأمم المتحدة، التي شكك الأسد في المقابلة بمصداقيتها وبأن وجود مندوبين عن بلاده فيها هو "لعبة" فقد بث المقدسي فقرة إضافية ينتقد فيها الأسد ما قال إنها "معايير مزدوجة" و"سيطرة أمريكية" على المنظمة، واتهمها بعدم تطبيق القرارات المتعلقة بالفلسطينيين والسوريين والعرب.
وبين مقدسي أن الأجزاء التي اقتطعتها القناة كانت على مبدأ ولا تقربوا الصلاة.