فقدت حركة 20 فبراير احد اهم ركائزها المتمثلة في جماعة العدل والإحسان ، ليبقى الطرف الأخير بها هو الإسلاميين او ما يطلق عليه بالسلفية الجهادية ، حيث ينتظر حتى من الإسلاميين التبرأ من الحركة و إعلان الإنسحاب خصوصا ان بقائهم يعرضهم الى تشويه اهم مبادئهم الإسلامية في نضرهم، و لعل من أبرز اسباب سقوط و تهاوي الحركة هو قالبها العلماني المتجرد من الأخلاق، و بهذا الخروج للجماعة فقد وجهت ضربة قوية لكل من كان يعول على اشعال الفتنة بين المغاربة و الملكية، و خصوصا الأصوات الخارجية ، كما لا يجب ان ننسى ان جميع المغاربة قد شاهدوا و يشاهدون ما آلت اليه الأوضاع بمصر و ليبيا و تونس، فقد اصبحا نشاهد عناوين مخيفة كالثورة على الثورة، وهذا امر طبيعي جدا فالثورة كانت من صناعة غربية و بتطبيق من أقلية فطبيعي ان تجد ثورة مضادة و طبيعي ان الفتنة لن تضع اوزارها بكل هاته المناطق ، و ان اللحظات القاتمة من المشهد لم تظهر بعد ، كما ان هذه العوامل جعلت من الناس تتخوف من مستقبل اسوء مما تعيشه الآن، بل هناك اصوات وصلت الى عين الحقيقة و الصواب ان الفساد هو في الشعوب قبل القادة و ان من يجب فعلا ان يثار عليه هو الجهل و ليس الأنظمة.
حركة 20 فبراير كانت غطاء و ذريعة لخلق الفتنة بالمملكة المغربية لا اقل و لا اكثر، ولم تكن مختلفة عن حركة تونس ومصر و غيرها في مصادر التوجيه الحقيقية فالحركة مدعومة بشكل قوي من الخارج اكثر منه من الداخل.
غايتهم كما هو معلوم فتنة تنتهي بأكل الأخضر و اليابس بكل المنطقة العربية الإسلامية و صناعة ما يطلق عليه بالشرق الأوسط الكبير ، و كمحلل للأوضاع اعتقد حتى و ان فشلو هنا بالمغرب في صنع الحدث هذه المرة فأكيد انهم يحضرون الآن لحركة اكس تستفيذ من أخطاء الماضي و تحمل معها سلاح يفتك بالشعب الذي جله جاهل لينضم المغرب الى خريطة الشرق الأوسط الجديد ، ولو اني اتمنى سيناريو إعجازي غير هذا.
أ.ن الشرق الأوسط