القبض على سيدة تسمم المتظاهرين المصريين

أبدى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم أسفه الشديد لسيدات مصر لما حدث من تجاوزات خلال الأحداث الأخيرة في مظاهرات مجلسي الشعب والوزراء.
وقال المجلس في الرسالة رقم 91 على صفحته بـ"فيسبوك" أنه يؤكد احترامه وتقديره الكامل لسيدات مصر وحقهن في التظاهر والمشاركة الفعالة والإيجابية في الحياة السياسية على طريق التحول الديمقراطي الذي تشهده مصر، مع الوضع في الاعتبار أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمحاسبة المسؤولين عن هذه التجاوزات.

وأضاف أن هذه اللحظات الحرجة في تاريخ مصر تتطلب منا جميعاً التلاحم والتكاتف نبذ العنف والخلافات بكافة أنواعها وإتاحة الفرصة لاستعادة الهدوء لفترة زمنية حتى يتم الكشف عن عناصر البلطجة المندسة والمأجورة التي تهدف في المقام الأول بخلاف التدمير والتخريب إلى الإساءة إلى الثوار وشباب مصر العظيم، واستكمال العملية الديمقراطية وإنهاء المرحلة الثالثة من الانتخابات البرلمانية في توقيتاتها المحددة حتى نبدأ في الاستقرار الحقيقي لمصرنا الغالية.

ومن جهة أخرى، أعلن اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية المصري، نجاح الأجهزة الأمنية في تحديد شخصية السيدة المتهمة بتوزيع وجبات الطعام الفاسدة على معتصمي مجلس الوزراء يوم الأربعاء الموافق 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وأعلن أن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبطها وإحالتها إلى النيابة العامة، التي باشرت التحقيقات.

وأدت هذه الوجبات إلى تسمم عشرات المصابين ونقلهم إلى المستشفيات، وكانت أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى المعارك التي شهدها شارع قصر العيني بين المتظاهرين والجيش، والحرائق التي داهمت بعض المباني فيه أمام مجلسي الوزراء والشعب.

وقال وزير الداخلية إن الواقعة شابتها صعوبة أمنية بالغة، نظراً لعدم وجود أي معلومات متوافرة عن السيدة، خصوصاً أنها كانت تستقل سيارة ملاكي ماركة نيسان بدون لوحات معدنية، وتضع إيشارب حول رأسها أخفي جزءاً كبيراً من معالمها.

وأشار وزير الداخلية، خلال المؤتمر الصحافي، إلى ملابسات الواقعة، مؤكداً أنه بتاريخ 14 من الشهر الجاري حضرت سيدة في سيارة ماركة نيسان بدون لوحات معدنية في العقد الخامس من العمر، وقامت بتسليم كمية كبيرة من المأكولات داخل أكياس بلاستيكية إلى معتصمي مجلس الوزراء، وتبين أن بتلك الأكياس أرغفة حواوشي وأسماك، حيث قامت بتوزيع 200 وجبة تقريباً وانصرفت عقب ذلك، وتبين أنه في أعقاب تلك الأحداث وتناول المعتصمين لتلك الوجبات تعرضوا لمغص كلوي وقيء، وتمت الاستعانة فوراً بسيارات الإسعاف لنقلهم إلى مركز السموم والمستشفيات المختلفة، وعمل فحوص سريعة لعينات القيء، وأكدت التقارير الطبية سلبية الأطعمة وعدم احتوائها على أي سموم.

وأضاف وزير الداخلية أنه نظراً لأهمية وخطورة الواقعة، خاصة أنها استهدفت صحة أبناء الشعب المصري وحياتهم، بالإضافة إلى ما تردد عن أن أجهزة الدولة وراء تلك الواقعة، التي تم نفي مسؤوليتها عنها تماماً، ومن خلال هذا المنطلق ورغم الصعوبات التي واجهت الأجهزة الأمنية لعدم وجود أي مدلولات، أصر أبناء الشرطة على التوصل وكشف ملابسات الواقعة بالتنسيق مع مصلحة الأمن العام، بقيادة اللواء أحمد جمال الدين.

واستطرد أنه تم تحديد خطوط السير للسيارة التي غادرت الميدان وفق المشاهدات القادمة من المواطنين، كما تم حصر وفحص جميع السيارات التي تشابه السيارة المبلغ عنها بنفس المواصفات واللون، لتحديد هوية السيدة التي كانت تستقلها، حتى تم التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة نيللي عصمت صبري محمد، المقيمة بمحافظة الجيزة، وأنها استخدمت السيارة التي تملكها نجلتها.

وتابع الوزير: باستدعاء السيدة ومناقشتها، أكدت أنها قامت بشراء كمية من اللحوم والأسماك وأعدتها للطعام وجهزتها في أرغفة بلغ عددها نحو 200 وجبة تقريباً، ثم قامت بوضعها في أكياس وتوزيعها على أبنائها المعتصمين في الميدان، وقررت أنها لم تكن المرة الأولى لها، ثم انصرفت بعد ذلك إلى مسكنها، ولا تعلم أن الأطعمة قد فسدت منها من عدمه.

وعللت قيامها بتوزيع الوجبات أنه كان في إطار المشاركة في الرعاية الإنسانية، وبفحص السيارة التي كانت تستقلها، تبين أنها رقم 525057 ملاكي جيزة، وعللت أن اللوحات قد سقطت منها، لذا قامت برفعها من السيارة، إلا أنه تبين عند ضبط السيارة وجود اللوحات عليها، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأحيلت السيدة إلى النيابة العامة، التي باشرت التحقيقات معها.