تسلط صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الضوء على الصراع الدبلوماسي، الذي تشهده أروقة الأمم المتحدة. فخلال الجلسة الاخيرة،التي عقدها مجلس الأمن الدولي، اعرب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين مرة أخرى عن شكوك بلاده في مصداقية التصريحات، التي يدلي بها المسؤولون الغربيون، الذين يصرون على أن حلف شمال الاطلسي لم يتجاوز التفويض المنبثق عن قرار مجلس الأمن رقم 1973 الخاص بليبيا. وطالب تشوركين بفتح تحقيق شامل في مقتل المدنيين العزل، نتيجة القصف الجوي، الذي قامت به قوات حلف الناتو. وعلى الجانب الآخر، اتهم مندوبا الولايات المتحدة وفرنسا زميلهما الروسي بالسعي لصرف أنظار المجتمع الدولي عن الأحداث المأساوية، التي تشهدها سورية. وفي مؤتمر صحفي، أعرب تشوركين عن امتعاضه من تصريحات زملائه في مجلس الأمن، معلنا أن الحساسية المتبادلة بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، تؤثر سلبا على عمل المجلس.
وفي سياق متصل، لفت ميخائيل مارغيلوف الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون التعاون مع بلدان القارة الأفريقية ، الذي عاد لتوه من زيارة قصيرة لليبيا، لفت إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، وخلال الجلسة، التي عقدها مجلس الأمن الدولي مؤخرا لمناقشة الوضع السوري، حاول جاهدا تبرير الأضرار الجسيمة، التي جلبتها عمليات الناتو على ليبيا. حيث أكد السيد بان تدخل الناتو في النزاع الليبي، كان ضروريا جدا من أجل حماية المدنيين في مناطق التوتر. لكن ذلك التدخل، حسب رأي مارغيلوف، تجاوز، بشكل واضح، كل الصلاحيات التي وردت في قرار مجلس الأمن رقم 1973 الخاص بليبيا . فقد أتخذت عملية "حماية المدنيين" شكل قصف أنصار القذافي بالقنابل والصواريخ. ومثل هذا القصف لا يمكن أن يفرق بين ما هو مدني وما هوغير ذلك. وبالنتيجة قتل العديد من المدنيين العزل، الذين كان من المفترض أن ينقذهم حلف الناتو. ويقول مارغيلوف: لو أن الذي حصل في ليبيا، يتطابق مع ما قاله بان كي مون، لما وجد المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية من الضروري إجراء تحقيقٍ نزيه في جرائم الحرب التي ارتكبت في ليبيا، بما في ذلك الضربات العسكرية التي قامت بها قوات حلف الناتو، وأدت إلى مصرع العديد من المدنيين الليبيين.
والسؤال الذي يطرح نفسه حاليا هو: كيف ستكون العلاقات بين أعضاء مجلس الأمن الدولي خلال العام القادم 2012؟ ومن المؤكد أن هذا السؤال سوف يبقى مفتوحا على أكثر من احتمال. وعلى أية حال، فإن مشروع القرار حول سورية مازال معلقا في أجواء من النقاشات المتوترة. حيث عارضت ألمانيا يوم الجمعة الماضي مشروع القرار الروسي الجديد، معلنة أنه لا يلبي جميع متطلبات الدول الغربية.