لم تكن الشابة "ر.ل" ذات الثلاثين ربيعا، والقادمة من مدينة فاس، حيث مقر عملها كمستخدمة في أحد معامل الخياطة، والمتوجهة نحو دوار أسرتها "اولاد خريف" التابع لدائرة تيسة إقليم تاونات، وكلها شوق لزيارة والدتها، لم تكن تتوقع أن تتحول فرحة اللقاء ب "ستِّ الحبايب"، إلى كابوس حقيقي سيقض مضجعها لأيام وليال طويلة،بعد أن تعرضت لعملية اختطاف من تنفيذ عصابة خطيرة تتكون من خمسة أفراد ينحدرون من دوار ولاد علي"عبو"، قيادة بوعروس.
وتعود تفاصيل الحادث وفق شكاية تقدمت بها الضحية إلى النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتاونات، يتوفر الموقع على نسخة منها، إلى أواخر الشهر المنصرم، لما فكرت في زيارة والدتها بدوار اولاد مخلوف،قادمة من فاس في وقت متأخر من الليل راكبة سيارة أجرة أنزلتها بمركز عين عائشة، لتبحث عن وسيلة نقل أخرى تقلها إلى وجهتها، وهذا ما تأتى لها حينما توجه إليها المشتكى به الأول "س.و"، الذي يمتهن حرفة النقل السري، "خطّاف"، عارضاً عليها إيصالها إلى الدوار المذكور، حيث تقطن والدتها، فقبلت دون تردد خصوصا أن الوقت متأخر والسيارة يتواجد بها أشخاص آخرين، حسبتهم أول الأمر زبائن متجهين إلى نفس الدوار، لكن ستكتشف فيما بعد أنهم أصدقاء" الخطّاف" ورفاقه في درب الإجرام .
وأكدت الضحية في ذات الشكاية، أنه مباشرة بعد الخروج من مركز عين عائشة، توجه السائق المذكور إلى مكان خال كاشفاً عن نزواته الحيوانية، في محاولة منه ومن رفاقه إلى النيل من شرفها دون الاكتراث إلى بكائها وتوسلاتها، حيث همُّوا إلى نزع ملابسها من أجل ممارسة الجنس عليها بالقوة، هذا بعد تقبيلها ومس المناطق الحساسة بجسدها، وخصت بالذكر المشتكى به الثاني "عبد الغني"، مضيفة أنه بعد بضع دقائق ونظرا لاستعطافها وبكائها الشديد، كفوا عن متابعة عملهم الإجرامي، لكن بالمقابل أخذوا رقم هاتفها المحمول وتركوها في مكان خال تحت جنح الظلام.
وأردفت الضحية، أنه بعد مرور أيام على الحادث المؤلم، بدأ يتصل بها اثنان من أفراد العصابة ويهددانها، إما بربط علاقة معهما أو قتلها، مشيرة أنها قامت بتسجيل تهديداتهما بواسطة هاتفها النقال كدليل على فعلهما الإجرامي، ملتمسة من النيابة العامة اعتقال المتهمين والاستماع إليهم في محضر قانوني ومتابعتهم وفق المناسب.
وفي نفس السياق، وعلاقة بهذه العصابة الخطيرة لم يسلم ضحية آخر المسمى " ع.م"، من بطشهم، هذا بعد أن اعترضوا سبيله بمركز عين عائشة وانهالوا عليه بشتى أنواع الضرب في سائر أنحاء جسمه مستعملين أداة حديدية، مصيبينه بجروح خطيرة نُقل على إثرها إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي بتاونات على وجه السرعة، ثم إلى مستشفى الغساني بفاس، حيث قضى هناك ثلاث ليال تحت العناية المركزة، وتم تسليمه شهادة طبية تثبت مدة عجزه المؤقت في 21 يوما.
وأكد الضحية الثاني أن الاعتداء حصل أمام مرأى ومسمع الشهود المذكورين في الشكاية التي تقدم بها إلى النيابة العامة بتاونات، مشيرا أنهم يتعرضون حاليا إلى الترهيب والتهديد من طرف الجناة حتى لا يدلون بشهادتهم، حسب نفس الشكاية.
وفي سياق متصل عرف يوم الثلاثاء 10 يناير 2012 منعطفا خطيرا في حالات التعدي والاعتداء على الأسرة التعليمية بإقليم تاونات،حيث عرفت منطقة بني وليد محاولة اختطاف الأستاذة (سعاد.خ) 24سنة ،فحوالي الساعة الرابعة بعد الزوال،قامت سيارة معروفة الهوية وفيها رجلان بتتبع الأستاذة السالفة الذكر والترصد لخطواتها ،ومن تم محاولة اختطافها أمام مرأى ومسمع السكان،وفي واضحة النهار،لكن مقاومة الأستاذة لهذه العصابة الإجرامية أفشلت محاولة والاختطاف وما يلي من اغتصاب وتعنيف للمختطفة.
الأستاذة أصيبت بانهيار عصبي حيث نقلت على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي بتاونات لتقلي العلاجات الضرورية،حيث تميزت الساعات الأولى من دخولها بمنحها علاجات مكثفة من اجل توقيف حالات الانهيار وتصلب بعض أعضائها الجسدية.
وفور علم النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية السيد محمد جاي المنصوري بالحادث زار المستشفى الإقليمي لتفقد الضحية وعبر عن استنكاره لمثل هذه السلوكيات التي تنم على انعدام الضمير،ووعد بمتابعة الفاعلين أينما وجدوا.
الطاقم الطبي المشرف على حالة الأستاذة قرر في إطار المراقبة الطبية والاهتمام بحالة الأستاذة(سعاد.خ) إبقائها تحت الرعاية الطبية لمدة 24 ساعة.
وفي تصريح للموقع عبر احد قاطني دوار بني وليد عن سخطه على الوضع الأمني المتردي ببني وليد،ففي السنة الفارطة تمت محاصرة مدير مؤسسة تعليمية هناك،ملاحقة الأستاذات بكلاب البيتبول والتحرش الجنسي بهم،وفي الآونة الأخيرة تعددت السرقات في واضحة النهار دون حسيب ولا رقيب،الوضع المتردي ببني وليد انعكس سلبا على نفسية الساكنة التي عبرت عن سخطها لما ألت إليه الأوضاع الأمنية ببني وليد،كان أخرها الاعتداء الشنيع الذي تعرضت له الأستاذة،فهل ستقول العدالة كلمتها ويعاقب الجناة؟؟؟أم سيبقى الأمر مجرد حادث عابر؟؟؟؟.
جيل بريس